تعثر مفاوضات وقف الحرب فى غزة بسبب هجوم إسرائيل على قنصلية إيران بدمشق
زعم مسئولون إسرائيليون، اليوم الخميس، إن مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس تتعثر مرة أخرى، مع وجود فجوات كبيرة بين الجانبين بشأن المحتجزين والأسرى ومستقبل غزة، على ما أفادت وكالة بلومبرج.
وقال المسئولون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة المحادثات السرية، إن وفدًا من المفاوضين الإسرائيليين عاد مساء الثلاثاء بعد يومين من المحادثات في القاهرة، وأفاد بأن حماس تصر على الوقف الفوري للحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة.
يأتي موقف حماس وفق المسئولين بعد الهجوم الذي نفذته إسرائيل على القنصلية الإيرانية في دمشق، يوم الإثنين، وتعهد إيران بالرد في تصعيد مميت للتوترات الإقليمية بشأن الحرب في غزة، والتي بدا مرة أخرى أنها تزيد من خطر نشوب صراع أوسع في الشرق الأوسط.
واتهمت إيران وسوريا إسرائيل بالتخطيط للهجوم، الذي أسفر عن دمار كبير في مبنى القنصلية والمباني المجاورة لها ومقتل كل من كان بداخلها من الدبلوماسيين والمستشارين العسكريين الإيرانيين، حيث حذرت طهران من "رد جدي"، وقالت جماعة حزب الله اللبنانية القوية المدعومة من إيران إن الهجوم سيقابل "بالعقاب والانتقام". وقالت إيران أيضًا إنها ستحمل الولايات المتحدة "المسئولية" بسبب دعمها لإسرائيل.
وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي قال: "إن إسرائيل ستعاقب على الهجوم"، في حين قال الرئيس إبراهيم رئيسي إن الهجوم "لن يمر دون رد".
وأدانت حركة "حماس" الاستهداف الإسرائيلي لمبنى القنصلية الإيرانية في دمشق واعتبرته انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتعديًا على سيادة كل من سوريا وإيران، وتصعيدًا صهيونيًا خطيرًا.
وأعربت الحركة الفلسطينية "عن تضامنها الكامل مع إيران وسوريا في وجه ما أسمته العدوان النازي الغاشم".
إشارة مبطنة
وفي إشارة مبطنة على هذا التضامن، قال إسماعيل هنية زعيم الحركة الفلسطينية المقيم في الدوحة أمس الأربعاء: "إن حماس لن تتزحزح عن أي من الشروط التي قدمتها سابقا في المفاوضات للتوصل إلى اتفاق هدنة في غزة، في الوقت الذي قال فيه رئيس الوزراء القطري إن المحادثات لا تزال في طريق مسدود، لكنها ستستمر".
وأضاف: "نحن ملتزمون بمطالبنا، الوقف الدائم لإطلاق النار، والانسحاب الشامل والكامل للعدو من قطاع غزة، وعودة جميع النازحين إلى منازلهم، والسماح بجميع المساعدات اللازمة لأهلنا في غزة، وإعادة بناء القطاع، ورفع الحصار عن غزة. الحصار وتحقيق صفقة تبادل أسرى مشرفة".
وتصر إسرائيل على أنها لن توافق إلا على وقف مؤقت للقتال وأن الحرب ستستمر حتى يتم القضاء على الحركة في غزة بالكامل.
وقد رفضت إسرائيل اشتراط حماس إطلاق سراح المحتجزين بإنهاء الحرب وانسحاب قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي ووصفته بأنه "وهم".
وقال هنية، إن "إسرائيل تواصل المماطلة والعناد، ولا تستجيب لمطالبنا العادلة بوقف الحرب والعدوان".
لا علامة على تحقيق أي انفراجة
وزار مسئولون إسرائيليون مصر في وقت سابق هذا الأسبوع في مسعى متجدد للتوصل إلى اتفاق، لكن مسؤولا فلسطينيا قريبا من جهود الوساطة قال: "إنه لا توجد علامة على تحقيق انفراجة".
وقال باسم نعيم، المسئول الكبير في حماس، في وقت لاحق من يوم الثلاثاء، إن الحركة لم ترسل أي مقترحات جديدة، ولم تتلق أي مقترحات من الوسطاء أو الاحتلال بشأن وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى.
ولم يتضح ما إذا كان الاقتراح قد تم تلقيه حتى يوم الأربعاء، ومتى يمكن توقع الرد من حماس.
وفي الدوحة، قال رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الأربعاء، إن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة وصلت إلى طريق مسدود بشكل رئيسي بسبب عودة النازحين إلى أجزاء مختلفة من غزة.
وقال مصدر مطلع على المحادثات إن الزعيم القطري كان يشير إلى طلب حماس السماح للفلسطينيين النازحين بالعودة إلى منازلهم في شمال غزة التي أمرت إسرائيل بإخلائها في وقت مبكر من الحرب المستمرة منذ ما يقرب من ستة أشهر.
ولم تنجح الجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف مؤقت للقتال في غزة وإطلاق سراح المحتجزين والأسرى، وذلك في أعقاب الهدنة التي استمرت أسبوعًا في أواخر نوفمبر، والتي تم خلالها إطلاق سراح 105 محتجزين لدى حماس.