سقط من ارتفاع طابقين.. أول مآسى حليم فى الحياة
في كتابها مذكرات حليم كما يرويها بصوته أوردت الناقدة الراحلة إيريس نظمي العديد من الحكايات عن حليم.
يحكي عبدالحليم حافظ كيف كان ميلاده جنائزيًا وبعد ولادته بشهور مات أبوه ليبدأ أول سطر في رحلة المعاناة: "تولى خالي "متولي أحمد عماشة" مسئولية الأسرة، كانت زياراته منتظمة لكنه أرهق كثيرًا للمسافة الطويلة التي يقطعها من بيته لبيتنا، وهنا قرر أن يأخذنا معه للزقازيق، وفي الرابعة من عمري ألحقني خالي بكتاب الشيخ أحمد في عزبة الحريري، ولاقيت الأمرين من الضرب وأحسست بالخطر، لدرجة أن الشيخ كان يأتيني في أحلامي وكنت أقوم مفزوعًا، وقررت ترك الكتاب، يومها خفت من خالي فمشيت في الطريق وأنا أبكي، فوجدتني إحدى السيدات وسألتني فأخبرتها، فاتصلت بخالي ورجته أن يوافق ألا أذهب للكتاب".
كان حليم انطوائيًا في المدرسة وبيته أيضًا، وكان يشعر بوحشة حين يرى آباء الأولاد يأتون لزيارتهم في المدرسة وهو ليس له أب يسأل عليه، لكن القدر كان له ترتيب محكم آخر: "كنت أقف في الطابور أردد مع الأولاد ولاحظت أن الأستاذ محمد ندا يقترب مني ويسمعني كثيرًا، وزاد اهتمامه بي في حصة الموسيقى وبعدها صحبني معه لملجأ الأيتام لكي أشترك في إلقاء الأناشيد الأغاني، واكتشفت عالمًا آخر، وشعرت بأن الموسيقى هي ما كان ينقصني فعدت واندمجت مع الأولاد".
راح حليم يلعب معهم ويذهب للترعة وتعرض للكثير من الحوادث: "كنت أمشي مع صديقي حتى اختفى من جانبي، سقط في بئر مكشوفة، وتشجعت وذهبت لأهل الولد وأخبرتهم، هذا الحادث أثر علي لدرجة أنني فقدت النطق لفترة، بعدها ذهبت لدورة المياه لأفاجأ بأنني أنزف دمًا، وصرخت وقلت لخالي فأخذني للطبيب الذي قال: "بلهارسيا"، وذهبنا للمستشفى وتلقيت سنتيمترًا من المصل، كان الممرض يملأ حقنة كبيرة ويعطي لكل شخص سنتيمترًا منها حتى إن دماء هذا كانت تختلط بدماء ذاك"، بعدها ذهبت مع العيال لبحر الزقازيق الكبير، ونزلنا ورحنا نتوغل في المياه، لم أكن أعرف العوم ورحت أصرخ وأشرفت على الموت غرقًا، وفجأة وجدت ولدًا حملني على ظهره وراح يسحبني، كان اسمه سمير، ونجوت من الغرق، بعدها بفترة كنت ألعب مع العيال وسقطت من سقف بيت من ارتفاع طابقين وأحدث السقوط شرخًا في العمود الفقري ووضعت في الجبس لمدة أربعة أشهر".
اقرأ أيضًا..