شذى يحيى: نجاح تجربة بيكار وعز الدين نجيب فى الجمع بين الفنون كانت مرهونة بالصدق
شهد المشهد الثقافي المصري مؤخرا معرضا تشكيليا للكاتب المسرحي والروائي وليد علاء الدين تحت عنوان "دوائر الهامش" ببيت السناري، الأمر الذي فتح الباب للتساؤل حول فكرة الانتقال والمزاوجة بين الفنون التي لم تكن غريبة ولا جديدة في تاريخ الثقافة المصرية، التي تكسر بطبيعة الحال فكرة الإخلاص لأجناس إبداعية بعينها، التي أصبحت نادرة، عن المزاوجة بين الفنون تجيبنا الناقدة والباحثة في الفن الكاتبة شذي يحيي:
قالت الكاتبة والباحثة شذى يحيي: التجربة الإبداعية فى أساسها محاولة للتواصل مع المتلقى والمشاركة معه أيا كان الوسيط المستخدم سواء الشعر الادب، الفن التشكيلي، الموسيقى، الغناء، كل الفنون بالمجمل؛ لذلك فأغلب المبدعين في مراحل حياتهم مارسوا أكثر من سياق ابداعى، للتعبيير عن أفكارهم. ولفتت إلى أن المبدع الحقيقي من الضروري جدا لإثراء تجربته أن يكون محتكا ومطلعا على كل السياقات الإبداعية الأخرى؛ كونها تتكامل ولا تنفصل لكن ليس كل المبدعين لديهم الرغبة في عرض إبداعاتهم الأخرى.
وأكدت شذي يحيي أن كل مبدع لديه حس شعرى، فالشعر أصدق وأسلس طرق التعبير وذائقة فنية ونقدية وحساسية للموسيقى لكن الممارسة الاحترافية تختلف وإن كان البعض عرض إبداعاته في المجالات المختلفة ونجح مجموعاته القصصية وقصصه كانت ناجحة بقدر كتبه في تاريخ الفن والنقد التشكيلي وبقدر أعماله الفنية ربما تأثر انتاجه الإبداعي خصوصا في التصوير بهذا التنوع لأن جهده توزع على أكثر من مجال.
وواصلت قائلة: "حسين بيكار نموذج آخر فنان تشكيلي ورسام صحفي ورسام أطفال كاتب مقال وشاعر فصحى وعامية وموسيقى عازف للبزق كان ناجحا جدا فى كل هذه المجالات لأنه استطاع إيجاد صيغة من التكامل تدمج كل ما يفعله فى مشروع واحد ورسالة واحدة يوصلها للمتلقى ويتفاعل معها . الاثنان عز الدين نجيب وبيكار كانا صاحبى مشروع وصادقين مع النفس ومع الناس فنجحت التجربة.
وختمت شذي يحي: الفنان ليس موسوعيا لكنه يستخدم الأدوات المتاحة لإيصال رسالته إذ كانت لديه القدرة على ممارسة أكثر من مجال إبداعى، فهذا بالطبع سيشكل إثراء للتجربة ويخلق تشوقا وفضولا أكبر للتلقي.