17 رمضان| ذكرى غزوة بدر.. درس في التخطيط والإيمان
يصادف اليوم 17 رمضان ذكرى غزوة بدر حيث يحتفل العالم الإسلامى بتلك الذكرى التى انتصر بها المسلمون بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم على قريش، وتمت غزوة بدر في السنة الثانية للهجرة الإسلامية، بعد تصاعد التوتر بين المسلمين في المدينة المنورة وقبائل قريش في مكة.
أهم المعلومات عن غزوة بدر
تمكن النبي محمد صلى الله عليه وسلم من تجميع حوالي ثلاثمائة وبضعة عشر رجلًا ـ 313، أو 314، أو 317 رجلًا ـ 82 أو 83 أو 86 من المهاجرين و61 من الأوس و170 من الخزرج لمواجهة قريش الذي كان أكبر بكثير، واندلعت المعركة في ميدان بدر، حيث برزت استراتيجية المسلمين في التفوق الفكري والقيادي، وتمكنوا من هزيمة الجيش القريشي الأكبر بكثير من حيث العدد.
نتائج الغزوة
انتهت المعركة بانتصار المسلمين، مما عزز من مكانتهم وثبت للعرب بأن الإسلام كان قوة تحتسب.
التأثيرات
غزوة بدر لها تأثيرات عميقة على التاريخ الإسلامي، حيث زادت من الثقة بين المسلمين وزرعت بذور الانتصارات المستقبلية.
وتُعد غزوة بدر نقطة تحول في تاريخ الإسلام، حيث أثبتت القدرة على التحدي والانتصار في وجه الظروف الصعبة. تظل هذه المعركة مصدر إلهام وتعليم للمسلمين حول العالم حتى اليوم.
مصرع أبى جهل
قال عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه إنى لفى الصف يوم بدر إذ التفت، فإذا عن يمينى وعن يسارى فتيان حديثا السن، فكأنى لم آمن بمكانهما، إذ قال لى أحدهما سرًا من صاحبه: يا عم، أرنى أبا جهل، فقلت: يابن أخي، فما تصنع به ؟ قال: أخبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: والذى نفسى بيده لئن رأيته لا يفارق سوادى سواده حتى يموت الأعجل منا، فتعجبت لذلك. قال: وغمزنى الآخر، فقال لى مثلها، فلم أنشب أن نظرت إلى أبى جهل يجول فى الناس. فقلت: ألا تريان ؟ هذا صاحبكما الذى تسألانى عنه، قال: فابتدراه فضرباه حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ( أيكما قتله ؟ ) فقال كل واحد منهما: أنا قتلته، قال: ( هل مسحتما سيفيكما ؟ ) فقالا: لا. فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السيفين فقال: ( كلاكما قتله )، وقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسَلَبِه لمعاذ بن عمرو بن الجموح، والرجلان معاذ بن عمرو بن الجموح ومُعَوِّذ ابن عفراء.
وعندما انتهت المعركة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من ينظر ما صنع أبو جهل ؟ ) فتفرق الناس فى طلبه، فوجده عبد الله بن مسعود رضى الله عنه وبه آخر رمق، فوضع رجله على عنقه وأخذ لحيته ليحتز رأسه، وقال: هل أخزاك الله يا عدو الله ؟ قال: وبماذا أخزانى ؟ أأعمد من رجل قتلتموه ؟ أو هل فوق رجل قتلتموه ؟ وقال: فلو غير أكَّار قتلنى، ثم قال: أخبرنى لمن الدائرة اليوم ؟ قال: لله ورسوله، ثم قال لابن مسعود ـ وكان قد وضع رجله على عنقه: لقد ارتقيت مرتقى صعبًا يا رُوَيْعِىَ الغنم، وكان ابن مسعود من رعاة الغنم فى مكة.
وبعد أن دار بينهما هذا الكلام احتز ابن مسعود رأسه، وجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، هذا رأس عدو الله أبى جهل، فقال: ( الله الذى لا إله إلا هو ؟ ) فرددها ثلاثًا، ثم قال: ( الله أكبر، الحمد لله الذى صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، انطلق أرنيه )، فانطلقنا فأريته إياه، فقال: ( هذا فرعون هذه الأمة).