"العودة إلى الجذور" يحتفي بالأديب محمد خليل في ليالي رمضان بالمنصورة
استقبل ستاد المنصورة الرياضي، فعاليات الليلة السادسة من ليالي رمضان الثقافية والفنية التي تنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، احتفالا بشهر رمضان، في إطار برامج وزارة الثقافة.
تضمنت الفعاليات الاحتفاء بالمسيرة الإبداعية للكاتب والأديب الكبير محمد خليل، بحضوره وعدد من المبدعين والقيادات الثقافية والتنفيذية، من خلال برنامج "العودة إلى الجذور"، المقام بالتعاون مع الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر مسعود شومان، وقدمت الشاعرة والناقدة فاتن شوقي تحية تقدير للكاتب المحتفى به كونه بطلا من أبطال حرب أكتوبر، وكاتب متميز في أدب الحرب، وأديب تفنن في فن التجريب عبر قصص إنسانية واقعية تصطدم بقضايا الوجود وتسعى لحلها قدر الإمكان.
وتحدثت "شوقي" عن المنجز الأدبي لخليل وآراء بعض الكتاب والنقاد حول أدبه وملامح تجربة الكاتب الذي مارس التجريب عن طريق مسرحة القصة، مشيرة أنه أول من مسرح قصصه في الدقهلية حيث استخدم فيها تقنيات المسرح من ديكور وإضاءة وخلفية وجمهور مثل قصة "مشاهدة تحت السلاح".
وأضافت أن "خليل" اعتاد تقسيم قصصه إلى مشاهد عدة مثل قصة "الجادون"، وقصة "كل يوم جمعة" وغيرها، وثاني ملامح تجربته هي ملمح الميتاسرد والما وراء السرد العجائبي وهو خلط الخيال بالواقع مثل قصة "رأيت فيما يرى النائم"، وتحتوي على مشهد الفرار إلى الله؛ حيث يتخيل طائرا ينزل من السماء ليحل مشاكل العالم وتشكل حكومة العالم من المريخ لنكتشف أنه حلم في النهاية.
وتابعت قائله: من ملامح تجريبه اتخاذه فنية "البطاقات الأدبية" التي تسبق أو تلي قصة ليكشف لك مكان وزمان وسبب وكواليس كتابة القصة، وهذا جيد ليعقد صداقة مع المتلقي المشاهد ويدخلك في عوالم قصته بوعي وفهم، ويمتاز أديبنا بروعة اختياره للعناوين مثل "يحدث البحر" و"مخزن العجزة" و"بيت النار"، وتعلو الرمزية التي تشكل ملمحا مهما عنده؛ ففي قصة "أنا والغراب" يصور لك الغراب الأمريكي الذي يطرد العصافير ويحتل البيت مع سرب آخر بما له من إسقاط على الحياة.
وأشارت الناقدة أن أهم ما يميزه توظيف اسم الحيوان في أكثر من عنوان قصة ومجموعة وكلها توظف بفنية وتسقط عالمها على عالمنا، مضيفة أن كاتبنا يعد مختلفا في تناوله لأدب الحرب حيث يمزج خيوط الإنسانية مع صوت الأسلحة، ويتحقق ملمح السخرية بشدة في كثير من القصص، لكنها سخرية موجعة غالبا تصطدم بالواقع.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن لغة الكاتب تنتمي بشدة للإنسانية والمقاومة الحقيقية في الحرب ومقاومة الفساد والعجز، وقضايا وجودية مثل الموت الذي عالجه في الكثير من قصصه.
من جهته توجه الكاتب محمد خليل بالشكر لهيئة قصور الثقافة وإقليم شرق الدلتا والقائمين على برنامج العودة إلى الجذور على الاحتفاء به وبتجربته ومسيرته الإبداعية.
حضر الفعاليات عمرو فرج رئيس الإدارة المركزية لإقليم شرق الدلتا الثقافي، د. منى عثمان وكيل وزارة الشباب والرياضة، د. عاطف خاطر مدير عام فرع ثقافة الدقهلية، مها دراز مدير عام الإقليم، د. تامر البسنديلي رئيس مجلس إدارة ستاد المنصورة الرياضي.
هذا وشهدت فعاليات الليلة عرضا فنيا بالرسم عن "الأم" لفريق موهوبي قصر ثقافة المنصورة، واستعراض غنائي لكورال مدرسة الهدى والنور.
وضمن الفعاليات المنفذة بإشراف إقليم شرق الدلتا الثقافي، قدمت فرقة مسرح عرائس الحلاتية للفنان محمد قطامش عرض "بوجي وطمطم" بإشراف وليد السبروت، كما أقيم لقاء شعري للشاعرين متولي زيادة وجمعة مبارك وقصائد عن الأم، فيما شهدت الليلة ورشا فنية من صندوق مكافحة الإدمان ومعرض كتاب لإصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة.
واختتمت الليلة بعرض فني لفرقة علي مبارك للسيرة والموال قدمت الفرقة باقة من الأغاني منها "يا أهل بلدنا، حبيبي مهما سفرت، قولى اعملك إيه، بسم الإله المقتدر، الحب كله، أما براوة".
ويشار إلى أن هيئة قصور الثقافة أطلقت الليالي الرمضانية هذا العام بمواقعها المركزية الكبرى، في 4 مواقع بالقاهرة منها قصر ثقافة روض الفرج والحديقة الثقافية بالسيدة زينب ومسرح السامر وقصر السينما.
كما تنظم الهيئة فعاليات ليالي رمضان في 6 محافظات مصرية تمثل أقاليم مصر كافة، وهي المنيا والإسماعيلية والأقصر والبحيرة والدقهلية والفيوم، بجانب أنشطة هيئة قصور الثقافة المتعددة فى كل الفروع الثقافية بباقي المحافظات.
وأعدت الهيئة برنامجًا لأطفال المناطق المطورة "بديل العشوائيات"، كما تقدم أنشطة مكثفة بمبادرة "أنت الحياة"، بالتعاون مع مؤسسة "حياة كريمة" في 14 محافظة.