اشتعال "حرب المواهب والأدمغة" بين شركات التكنولوجيا للسيطرة على الذكاء الاصطناعى
كشف تقرير بريطاني عن وجود منافسة حادة بين شركات التكنولوجيا الكبرى لاستقطاب الموهوبين في مجال الذكاء الاصطناعي والدخول فيما يعرف بـ"حرب المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي".
وقالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية في تقرير لها إن شركات التكنولوجيا تحاول في كثير من الأحيان اصطياد فرق من الموظفين الأذكياء من خلال ما يسمى بـ"الاستحواذ" على شركة ناشئة في هذا المجال وضمها إليها.
خطة مايكروسوفت للاستحواذ على الذكاء الاصطناعي
وأعلنت شركة مايكروسوفت هذا الأسبوع عن أنها قامت بتعيين اثنين من المؤسسين الثلاثة لشركة Inflection، التي كانت ذات يوم واحدة من أهم شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى العديد من موظفيها البالغ عددهم 70 موظفًا.
وسيشرف الآن وفق الصحيفة مصطفى سليمان وكارين سيمونيان على الذكاء الاصطناعي في شركة مايكروسوفت " Microsoft AI"، التي ستتولى مسئولية خدمات الذكاء الاصطناعي التي تقدمها الشركة للمستهلك، بما في ذلك برنامج Copilot chatbot، ومحرك البحث Bing، ومتصفح Edge الخاص بها.
وكشفت "فايننشال تايمز"عن أن موجة التوظيف الأخيرة التي قامت بها مايكروسوفت، في أعقاب استثمارها بقيمة 13 مليار دولار في برنامج الذكاء الاصطناعي OpenAI وشراكتها الأخيرة مع شركة ميسترال الفرنسية، تسلط الضوء على نية الشركة في التحالف مع شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة الطموحة والسيطرة على السوق.
وأوضح التقرير أن النشاط المفرط لشركة مايكروسوفت تجه الذكاء الاصطناعي، ساعدها على الظهور من جديد باعتبارها الشركة العامة الأكثر قيمة في العالم بقيمة سوقية تبلغ 3.1 تريليون دولار.
وتكشف خطوة مايكروسوفت التكالب للحصول على أفضل الباحثين بين أكبر شركات التكنولوجيا في العالم حيث يراهنون على مطالبهم في اقتصاد الذكاء الاصطناعي المستقبلي.
وأكدت "فايننشال تايمز"، أنه حتى المهندسين المبتدئين نسبيًا في شركات الأبحاث الرائدة التي تعمل على تطوير النماذج الأساسية للذكاء الاصطناعي، بما في ذلك OpenAI، وDeepMind، وAnthropic، يمكنهم الحصول على رواتب مكونة من سبعة أرقام، فمن الممكن أن يحصل كبار المهندسين على راتب يصل إلى 10 ملايين دولار.
حرب المواهب تشتعل بين شركات التكنولوجيا بسبب الذكاء الاصطناعي
وقال جوردان جاكوبس، الشريك الإداري لشركة راديكال فنتشرز، ومقرها تورونتو، والتي استثمرت في نحو 50 شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم: "ليس هناك شك في أن هناك حرب مواهب هائلة، لأن عددًا قليلًا جدًا من الأشخاص الذين يمكنهم القيام بذلك بفعالية، وهناك منظمات ستدفع لهم ثروة مطلقة للقيام بذلك".
وأكدت الصحيفة أن هذا التكالب على جذب القدرات العقيلة علامة أخرى على أن اقتصاد الذكاء الاصطناعي الناشئ من المحتمل أن تهيمن عليه شركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة بالمال ورأس المال البشري والبنية التحتية للحوسبة السحابية اللازمة لتدريب أحدث النماذج الأساسية، مثل GPT-4 من OpenAI وGemini .
ووفق الصحيفة يعتبر سليمان موظفًا قيمًا ولكنه مثير للجدل لشركة مايكروسوفت، فقد كان صوتًا بارزًا في ثورة الذكاء الاصطناعي، وكان أحد المؤسسين الثلاثة لشركة DeepMind، وهي شركة أبحاث الذكاء الاصطناعي الرائدة ومقرها لندن والتي اشترتها جوجل في عام 2014.
وقال سليمان إنه كان متحمسًا لفرصة الانضمام إلى شركة مايكروسوفت لتقديم خدمات الذكاء الاصطناعي لأكثر من مليار مستخدم بطريقة مسئولة.