"بعربة تسوق".. هيئة الكتاب تحقق الأمنية الأخيرة للراحل مهاب نصر
صدر حديثا عن سلسلة الإبداع الشعري التابعة للهيئة المصرية العامة للكتاب، ديوان "بعربة تسوق أعبر عن امتناني للحب" للشاعر الراحل مهاب نصر، والذي رحل عن عالمنا في شهر أكتوبر من العام الماضي.
وكان الشاعر قد أرسل ديوانه لينشر في سلسلة الإبداع الشعري وهي السلسلة التي يترأس تحريرها الشاعر الكبير فتحي عبد السميع، وأجيز الديوان لينشر بعد وفاة صاحبه.
يقول فتحي عبد السميع في تقديمه للديوان:" يبدأُ كالسُّلحفاةِ وينتهِي كالصَّقرِ، هذَا هو حال الشَّاعرِ "مهاب نصر"، وهو يبنِي نصوصَه الشعريةَ، يكتبُ المَأساةَ بمنتَهى الرِّقةِ والبَسَاطةِ والهدوءِ، لا يَجعَلنَا نصرخُ، بل يجعلنا نبلعُ صرخَتنَا وننظر مرتَابينَ غير مُصدقِين، لا يَمنَحنَا فِي البدايةِ أيَّ شعورٍ بوَهجِ الشعرِ، بل يتركنَا ننتظرُ، ونَحنُ نشعرُ بثقلِ العِبَارَاتِ العَادية، لا يعدُنا بشيءٍ، وفي النهايةِ يحطُّ الشعرُ قويًا كالصَّاعِقةِ، يُفاجئُنا الشاعرُ بالجَمَالِ، ويَجعلنَا نَرجِعُ ثانيةَ لننظرَ: كيفَ سَاهَمتْ كلُّ جملةٍ عَاديَّةٍ فِي تَحقيقِ المُفاجأةِ الشِّعريَّةِ.
يَتَحَسَّنُ مِزَاجِي لسَببٍ آَخَرَ
أنْ أحكِيَ قِصَّةً لشَخصٍ يَنَامُ عَلىَ ذِرَاعِيْ
هَلْ شَعَرتُمْ بِهَذا التَّنمِيلِ الخَفيفِ مِنْ قَبلُ؟
هَلْ اعتَبَرتُمْ يومًا أنَّ ذِرَاعًا وَاحِدَةً
تَكفِي لحَملِ الأَصَابِعِ التِي تُقَلِّبُ الصَّفَحَاتِ؟
أنْ تَقرَأوُا بالعَينِ فَقَطْ مَا يَخُصُّكُمْ
لأنَّ الفَمَ مَشغُولٌ بِحِكَايَةٍ للنَّائِمِ،
وأَحيَانًا يَتوَقَّفُ
ليُقَبِّلَ الخَدَّ؟
وبَينَما تَدورُ فِي جِهةٍ مَا مُطَاردَةٌ
تَسقُطُ فيِهَا رُؤوسٌ مِثلَ حَبَّاتِ الكِريِستَالِ
تُصْغُونَ إلىَ التَّنَهُّدِ الطَّوِيلِ
لحُلمٍ يُغَيِّرُ وَضعَ رَأسِهِ؟
نَجوتُ إِذَنْ
وبِذِرَاعٍ وَاحِدَةٍ
وعَينَينِ لاَ تُصَدِّقَانِ مَا تَقرَآنِهِ.
ويضيف:" مُهَابُ نصر" يقفُ دائمًا بينَ عَالمينِ مُختلفينِ، عالمِ الاسْترخَاءِ فِي السريرِ وعَالمِ الحربِ مثلا،
فجأةً، تقوم القذيفةُ بتوحيدِ العَالمينِ.
يَنوي الكلامَ عن ذِراعٍ مَبتورةٍ، فيبدَأ بالكلامِ عن تَنمِيلِها، ينوى الكلامَ عنْ مَصرعِ طفلٍ أو مَحبوبَةٍ؛ فيبدأ بالحديثِ عن حِكَايةِ مَا قبلَ النومِ، من ذروَةِ الحُلمِ إلىَ قَاعِ الوَاقِعِ يَهبطُ بنَا فَجأةً ليَهزَّنَا ويُحرِّكُ الدَّهشَةَ فِي أعمَاقِنَا.
الشاعر مهاب نصر
أما عن الشاعر مهاب نصر من مواليد الإسكندرية، وصدر للشاعر الراحل دواوين: "أن يسرق طائر عينيك ـ يا رب.. اعطنا كتابًا لنقرأ"، وقدم الراحل العديد من الإسهامات الثقافي، وكتب لمجلات "أمكنة" و"الكتابة" والعديد من المجلات الأدبية المصرية والكويتية.