الكنيسة القبطية تحيي ذكرى الملاك ميخائيل واستشهاد نبي وذكرى قديسين
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعدة مناسبات هامة، ابرزها التذكار الشهري لرئيس الملائكة الجليل ميخائيل، واستشهاد القديس ملاخى بأرض فلسطين، وظهور بتولية البابا ديمتريوس الاسكندرى.
وقال السنكسار الكنسي إنه فى مثل هذا اليوم تعيد الكنيسة بتذكار ظهور بتوليه القديس العظيم الأنبا ديمتريوس بابا الكرازة المرقسية الثاني عشر .
وذلك أن القديس يوليانوس البابا إلحادي عشر ليلة نياحة ظهر له ملاك الرب وقال له : " أنت ماض الى السيد المسيح فالذي يدخل إليك غدا ومعه عنقود عنب ، هو الذي يصلح أن يكون بطريركا بعدك ! . فلما كان الغد دخل هذا القديس ومعه عنقود عنب فأمسكه الأب يوليانوس وقال للشعب : " هذا بطريرككم بعدى " .
ثم عرفهم بما قاله له الملاك . فأمسكوه وأقاموه بطريركا فى 9 برمهات ( 4 مارس سنة 188 م ) وكان متزوجا ولم يكن رسم على كرسى الإسكندرية بطريرك متزوج قبل هذا الأب . فدخل الشيطان فى قلب عامة الناس وجعلتهم يتحدثون بأمره ويذمونه هو ومن قدمه . فظهر له ملاك الرب وأعلمه بذلك ب !. وأمره أن ينزع الشك من القلوب بإظهار آمرة مع امرأته أمام الشعب فامتنع أولا . فقال له الملاك : (" يجب أن لا تخلص نفسك فقط وتدع غيرك يهلك بسببك . ولأنك راع فاجتهد فى خلاص شعبك أيضا.فلما كان الغد قام بخدمة القداس ، ثم أمر الشعب بعدم الانصراف بعد نهاية الخدمة ، واستحضر نارا موقدة ، وطلب زوجته من بيت النساء .
وكان الشعب يتعجب من ذلك ، وهم لا يدرون ماذا يقصد بذلك . وصلى ووقف على ا لنار بقدميه وهي متقدة ، ثم أخذ منها كمية ووضعها فى ازاره ، ثم وضع كمية أخرى فى ازار زوجته ، ولبث وقتا طويلا وهو يصلى ، ولم يحترق 1 شئ من الازارين . فتعجب الشعب وسألوه عن السبب الذي دفعه لهذا العمل ، فأعلمهم بخبره مع امرأته ، وقال ان أبويهما زواجهما بغير أرادتهما وان لهما ثمان واربعين سنة منذ زواجهما وهما يعيشان عيشة أخ وأخت ، يظللهما ملاك الرب بجناحيه ، وان أحدا لم يعرف ذلك قبل الآن ، الى أن أمره ملاك الرب بإظهار ذلك .
فتعجب الشعب مما رأوا وسمعوا وسبحوا الله تعالى طالبين من القديس أن يتجاوز عما فرط منهم ويغفر لهم . .فقبل عذرهم ؟ وغفر لهم ، وباركهم ، ثم صرفهم الى بيوتهم ممجدين الأب والابن والروح القدس ، مذيعين ما رأوه من عجائب هذا القديس .
كما تحيي الكنيسة ذكرى استشهاد القديس جلاذينوس فى دمشق، وذلك فى أوائل حكم الإمبراطور قسطنظين الكبير . وكان هذا القديس من مدينة مارمين بالقرب من دمشق ، وعلى بعد ميل منها . وكان يمثل مع جموع من الناس قد كرسوا أنفسهم لعبادة الأوثان وهم من سكان مدينة هليوبوليس فى لبنان فعندما اجتمعوا ذات يوم فى المسرح وجمعوا فيه الممثلين قام الاخيرون بسكب ماء بارد فى حوض نحاسي كبير، وابتدأوا يتكلمون بتهكم عن الذين يذهبون الى معمودية المسيحيين المقدسة ، ثم غطسوا أحد هؤلاء الممثلين فى الماء فعمدوه . ثم أخرجوه وألبسوه ثوبا أبيض على سبيل التمثيل .
ولكن هذا الممثل بعدما أخرج من الماء ، امتنع عن الاستمرار فى التمثيل ، وأعلن أنه يفضل الموت مسيحيا علي اسم السيد المسيح . وأضاف الى ذلك قائلا : " عندما كنتم تهزأون أثناء تجديد ماء المعمودية المقدسة شاهدت معجزة عجيبة " . وعند ذلك ابتعدت قليلا عن هذه المياه . فاستاء الحاضرون منه ، واستشاطوا غضبا ،لأنهم كانوا وثنيين . وقبضوا على هذا القديس ورجموه ، ففاضت روحه ، ونال إكليل الشهادة الدائم ، ودخل فى عداد الشهداء القديسين . ثم حضر أهله وكثيرون من المسيحيين ، وأخذوا جسده ، ودفنوه فى المدينة ، وبنوا كنيسة عليه .