للمرة الأولى منذ أشهر.. مفاوضات الهدنة فى غزة تصل لمرحلة التفاصيل النهائية
تتفاوض إسرائيل وحركة حماس للمرة الأولى منذ أشهر، على تفاصيل اتفاق محتمل للإفراج عن محتجزين إسرائيليين ووقف مؤقت لإطلاق النار في غزة، حيث تعد هذه المرة الأولى التي تصل فيها مفاوضات الهدنة إلى مرحلة التفاصيل الدقيقة النهائية وفقًا لحديث مسئولين إسرائيليين ومصدر مطلع لموقع "أكسيوس" الأمريكي.
تطورات كبرى فى مفاوضات الهدنة فى غزة
وأشار تقرير لـ"أكسيوس" الأمريكي، إلى تعرض كل من إسرائيل وحماس لضغوط مكثفة للتوصل إلى اتفاق من شأنه إطلاق سراح المحتجزين، وبدء وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة، بعد استشهاد أكثر من 31 ألف فلسطيني.
ولفت إلى أنه منذ ديسمبر من العام الماضي، وصلت المحادثات التي تتوسط فيها قطر ومصر إلى طريق مسدود في المناقشات حول إطار للمفاوضات، بدلاً من تفاصيل الاتفاق الفعلي.
وأضاف أنه من الممكن أن يؤدي الاقتراح الحالي الذي يتم التفاوض عليه إلى وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع في غزة وإطلاق سراح 40 محتجزا - نساء ومجندات ورجال تزيد أعمارهم على 50 عامًا ورجال في حالة طبية حرجة - مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين.
أحرزت الجهود المستمرة للتوصل إلى اتفاق تقدما في الأسبوع الماضي عندما ردت حماس على إطار صفقة المحتجزين الذي اقترحته الولايات المتحدة وقطر ومصر.
وقال مسئولون إسرائيليون، إنه لا تزال هناك فجوات بين الطرفين، لكن رد "حماس" اقترب من الإطار الأصلي وسمح للمفاوضات بالتقدم نحو التوصل إلى تفاصيل الاتفاق.
وتضمن الإطار الأمريكي إطلاق سراح 400 أسير فلسطيني، من بينهم 15 يقضون أحكاما بالسجن المؤبد لقتلهم إسرائيليين، مقابل 40 محتجزا، وتضمن رد حماس الذي قدمته يوم الخميس الماضي إطلاق سراح 950 أسيرًا، من بينهم 150 يقضون أحكاما بالسجن مدى الحياة.
وأوضح التقرير، أن نقطة الخلاف تتمثل في رغبة حماس في اختيار الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم، وخاصة أولئك الذين يقضون أحكاما بالسجن مدى الحياة، وقد رفضت إسرائيل هذا الطلب، حسب مسئولين إسرائيليين.
من ناحية أخرى، تطالب إسرائيل بالحصول مسبقا على قائمة بأسماء المحتجزين الأحياء وترحيل الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم إلى دولة أخرى، وقال المسئولون إن حماس رفضت ذلك.
ولفت إلى أن الفجوتين الأكثر اتساعاً هما مطالبة حماس بأن ينسحب الجيش الإسرائيلي من الممر الذي أنشأه جنوب مدينة غزة، والذي يمنع عودة الفلسطينيين إلى شمال القطاع، والنقطة الشائكة الأخرى هي مطالبة حماس بأن تتضمن المرحلة التالية من الصفقة، والتي يمكن أن تشمل إطلاق سراح الجنود، وقفاً دائماً لإطلاق النار.
التقى المفاوضون الإسرائيليون برئاسة برنيع يوم الإثنين، في الدوحة، مع وسطاء قطريين ومصريين بقيادة رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وقال مصدر مطلع بشكل مباشر على الجلسة الافتتاحية للمحادثات إنها إيجابية، مضيفًا "توصل الطرفان إلى بعض التنازلات والاستعداد للتفاوض".
وقال مسئول إسرائيلي كبير، إن فريق المفاوضات الإسرائيلي سيبقى في الدوحة لمواصلة المحادثات التفصيلية مع الوسطاء القطريين والمصريين المتنقلين بين الطرفين الموجودين في أجزاء منفصلة من نفس المجمع في الدوحة.
إن صفقة المحتجزين، هي قضية سياسية ساخنة في إسرائيل حيث يعترض شركاء نتنياهو القوميون المتطرفون في الائتلاف على أي صفقة تشمل إطلاق سراح جماعي الأسرى الفلسطينيين ويمكن أن تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وأرجأ نتنياهو الأسبوع الماضي اجتماعا لمجلس الوزراء لمناقشة تفويض فريق المفاوضات الإسرائيلي لعدة أيام، وقال مسئولون إسرائيليون إنه قام يوم الأحد بتضييق نطاق التفويض الذي طلبه المفاوضون في محادثات الرهائن ووضع خطوط حمراء أكثر صرامة لما يمكنهم قبوله في المفاوضات.
وقال مسئول إسرائيلي إن البعض في فريق المفاوضات الإسرائيلي يشعرون بالقلق من أن الخطوط الحمراء التي وضعها نتنياهو ستجعل التوصل إلى اتفاق أكثر صعوبة، لكن مدير الموساد ديفيد بارنيع، الذي يرأس الفريق، يعتقد أن الأمر لا يزال قابلاً للتنفيذ.