تحت الأنقاض وفى سجون الاحتلال.. مصير آلاف المفقودين فى غزة يفاقم آلام الفلسطينيين
أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم السبت، وجود آلاف المفقودين من سكان قطاع غزة لا يعرف مصيرهم حتى الآن فمنهم من اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل غير معلن ومنهم من مات تحت الأنقاض جراء القصف الإسرائيلي المستمر منذ بداية الحرب على غزة.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، إن الكثيرين اختفوا تحت الأنقاض بعد الغارات الجوية الإسرائيلية، فيما يُعتقد أن آخرين تم احتجازهم عند نقاط التفتيش الإسرائيلية أثناء فرارهم جنوبًا أو محاولتهم العودة إلى الشمال.
قصص مروعة لأهالي المفقودين في غزة
وتبحث العائلات اليائسة في المستشفيات عن ذويهم والاتصال بالخطوط الساخنة التي أنشأتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، كما يبحثون في صور الجثث في الشوارع والرجال معصوبي الأعين الذين تحتجزهم القوات الإسرائيلية، كما يشاركون صور أقاربهم عبر الإنترنت لعلهم يصلون إلى ما يدلهم على مصيرهم.
وكشفت "واشنطن بوست" عن أنه في الفترة من أكتوبر 2023 إلى فبراير 2024، تلقت اللجنة الدولية تقارير عن فقدان 5118 فلسطينيًا في غزة.
وأجرت صحيفة واشنطن بوست مقابلات مع 15 شخصًا فقدوا الاتصال بأصدقائهم وعائلاتهم في غزة منذ 7 أكتوبر ولم يتمكنوا من العثور عليهم إلا في حالتين فقط، فيما قال الكثيرون إن الجزء الأكثر إيلامًا لهم هو عدم معرفة مصيرهم هل استشهدوا أم ما زالوا أحياء.
وقال أحمد جلال، الذي اختفى صهره محمود أبوهاني، مغني الموسيقى العربية التقليدية البالغ من العمر 25 عامًا، في 3 فبراير الماضي أثناء محاولته العودة: "كنا نأمل أن ننجح في الحصول حتى على أبسط المعلومات بشأنه لأن المفقود أمره أصعب من قتله في الحرب أو اعتقاله، فعندما تضيع، لا أحد يعرف أي شيء عن مصيرك."
ومع تدهور النظام الطبي في القطاع، يقول مسئولو الصحة الفلسطينيون إن العديد من الوفيات لم يتم تسجيلها، لأن الطرق غير سالكة وشبكات الاتصالات منقطعة وفي الوقت نفسه، لن تكشف إسرائيل عن هويات مئات السكان الذين تعتقد جماعات حقوق الإنسان أن قواتها احتجزتهم.
ولم يتم بذل أي جهد منهجي لتحديد مصير المفقودين، فيوم الجمعة الماضي، بعد خمسة أشهر من الحرب، نشرت وزارة الصحة في غزة استمارة عبر الانترنت للبدء في جمع أسماء القتلى والمفقودين.
ويقدر محمد بصل، المتحدث باسم خدمات الطوارئ بالدفاع المدني في غزة، أن 8000 جثة لا تزال تحت الأنقاض، فخلال الأشهر الأولى من الحرب، سارعت فرق الإنقاذ إلى الوصول إلى المواقع المستهدفة بدون المعدات المناسبة ما أعاق جهود استخراج الضحايا.
وقال بصل إن فريقه في مدينة غزة نادرًا ما يجد جثثًا كاملة الآن، وبدلًا من ذلك تكشف عن بقايا جزئية، كما أن معظمها متحللة ولا يمكن التعرف عليها.
وتعتقد غادة الكرد، 38 عامًا، أن شقيقها صفوت وزوجته ميسون وابنتهما حبيبة البالغة من العمر 10 سنوات، من بين الذين فقدوا تحت الأنقاض، مشيرة إلى أن رجال الإنقاذ لم يتمكنوا من انتشالهم، وما زالوا مفقودين، ولهذا الأسرة ليست مدرجة في القائمة الرسمية للقتلى الصادرة عن وزارة الصحة.
وعندما غزت إسرائيل غزة أواخر أكتوبر، وجهت السكان في الجزء الشمالي من القطاع إلى الفرار جنوبا، واستجاب رائد حلبي، وهو مبرمج يبلغ من العمر 30 عامًا، للأمر وكان شقيقه محمود يسافر معه وقال إن القوات الإسرائيلية اعتقلته في نقطة التفتيش الإسرائيلية الرئيسية، المسماة نتساريم، على طريق صلاح الدين السريع.
الاحتلال يرفض الكشف عن مصير المفقودين
وقالت سارة ديفيز، المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر: " نتفهم الألم الشديد الذي يشعر به أفراد الأسرة الذين ينتظرون بفارغ الصبر أخبارًا عن ذويهم، والإحباط عندما لا يحدث ذلك في الوقت المناسب".
فيما تلقت منظمة "هموكيد" الإسرائيلية تقارير عن اعتقال 425 مواطنًا من غزة، جميعهم تقريبًا رجال، منذ أواخر أكتوبر الماضي وفقًا لمديرتها التنفيذية جيسيكا مونتيل مشيرة إلى أن السلطات الإسرائيلية، بما في ذلك المحكمة العليا، رفضت مرارًا التماسات مركز هموكيد لنشر المعلومات.