عن شهر الشجن.. رمضان بالمصرى
يمر شهر رمضان سنة بعد سنة بشكل مختلف عما سبق حسب ملامح الأيام. ويظل أنه من أجمل شهور السنة التى لها طابع اجتماعى وإنسانى خاص. ننتظره ونفتقده. وربما من أهم ملامح هذه السنة أن المصريين جميعًا مسيحيين ومسلمين بدأوا الصيام معًا فى 11 مارس الحالى. وهى لحظة لها جمالها ورونقها فى التأكيد والحنين على كل ما يجمعنا ولا يفرقنا، ويقوينا ولا يضعفنا. أن يبدأ جميع المصريين الصيام فى يوم واحد هو أمر مرتبط بالكامل بالحسابات الفلكية، وليس بأى شيء آخر. ولكننا دائمًا مع كل الضغوط والتحديات نبحث عن المشترك الانسانى الذى يصهرنا فى بوتقة مصرية واحدة.
يؤمن الجميع أن هذه الأيام لها قدسيتها واحترامها لأهمية شهر رمضان عند المسلمين والصيام الكبير لعيد القيامة عند المسيحيين. أجواء مشتركة من الصيام والصلاة والتوحد واستدعاء القيم والعادات الاجتماعية فى الود والكرم والتواصل بين العائلات والأصدقاء.
إنها أجواء البهجة والفرح التى ننتظرها جميعًا ويحتاجها غالبيتنا فى ظل كل تلك التحديات وارتفاع الأسعار وغيرها. أجواء تجديد علاقاتنا من خلال حالة من الانسجام الإنسانى بين كافة أبناء مصر بكل مكوناته. وهو ما يظهر من خلال الحرص على المجاملات التى نهملها فى أيام السنة كلها.
دائما نجد الشعب المصرى يؤكد عبر تاريخه الذى أصبح من الأحفوريات الإنسانية يؤكد على أنه إذا كان هناك أخوة فى الدين، فهناك – قبلها – أخوة فى الوطن وهى التى تطورت الآن إلى مفهوم الإخوة فى الإنسانية، وهى تعنى الالتزام بالولاء والانتماء للوطن والتمسك به فى إطار القيم الإنسانية العليا.
رمضان فى مصر مختلف جدًا فى أجوائه الاحتفالية بينها وبين أى دولة أخرى فى العالم.
لن يصدق أحد أن شهر رمضان مختلف فى مصر سوى من عاشه فى الخارج. ليست نرجسية مصرية، ولكنه أمر مرتبط هنا بسلوك المجتمع بشكل مباشر.
زيارات العائلات والأقارب والأصدقاء، والمجاملات، وحفلات الافطار وأمسيات السحور، هى من اساسيات رمضان المصرى الذى لا يخلو من (الكنافة) و(القطايف). مثلما يعتبر الفانوس من المقتنيات الأساسية لكل طفل مصرى بدون مبالغة أو تهويل.
نقطة ومن أول الصبر..
رمضان المصرى..
رمضان بالمصرى..
فانوس رمضان المصرى..