"مدينة لا يجوع فيها أحد".. التكية الإبراهيمية ملاذ المحتاجين في الخليل
تعد التكية الإبراهيمية من أبرز وأشهر معالم مدينة الخليل، و وضع حجر الأساس لها صلاح الدين الأيوبي، عام 1187، في مكانها القديم منذ عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام.
وتقع التكية الإبراهيمية في بلدة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، وهي أشهر وأقدم مكان يقدم الطعام واللحوم الطازجة طوال السنة في البلدة القديمة، الخليل، وأحياء الخليل، ويتضاعف دورها خلال شهر رمضان المبارك وتصل لكافة الأسر المحتاجة، حتي أصبح يطلق علي مدينة الخليل "المدينة التي لا يجوع بها أحد".
معالم أثرية تحيط بالتكية الإبراهيمية
تتوسط التكية العديد من المعالم الأثرية منها المدرسة الإبراهيمية والبيوت العتيقة، وتتميز التكية بأحجارها العتيقة، كما تتكون من طابقين متعددة الغرف منها غرف التخزين، غرف الطهي وإعداد الطعام، وغرف كبيرة تقدم بها الوجبات للعائلات، تستقبل التكية ضيوفها بلافتة كبير مكتوب عليها " أنتم في بيت أبي الضيفان إبراهيم الخليل".
تشرف على التكية الإبراهيمية مديرية الأوقاف الإسلامية في مدينة الخليل، التي تتمتع بمكانة دينية واجتماعية لدى سكان الخليل، حيث أقيمت منذ قرون عدة، إحياءً لسنة سيدنا إبراهيم عليه السلام في إطعام الفقراء والمساكين.
وكانت التكية قديمًا تقدم الحساء للوافدين إلى المدينة، وأهلها، وتوزع على ثلاثة أوقات، أول النهار وبعد الظهر وبعد العصر، فيما يدق الطبل عند التوزيع في المرة الثالثة يوميا.
وخلال شهر رمضان المبارك تكثف التكية من دورها في توزيع الوجبات والحساء والغذاء للأسر والوافدين، كما تقدم الطعام طوال أيام السنة يومي الإثنين والخميس.
500 أسرة فقيرة و2500 وجبة يوميا من التكية الإبراهيمية في الخليل
ويصل عدد العائلات المستفيدة من وجبات طعام التكية الإبراهيمية طوال شهر الصيام إلى الآلاف، والتي تقدم لهم وجبات الطعام مختلفة الأصناف، إضافة إلى شهرتها بطهي حساء سيدنا إبراهيم "الدشيشة"، أو كما تعرف "الجريشة"، وهي عبارة عن القمح المجروش واللحم الطازج.
وتقدم التكية الطعام مجانًا على نحو 500 أسرة فقيرة، وهو ما يعادل 2500 وجبة يوميًا، بعد الحصار الإسرائيلي علي مدينة الخليل ارتفع عدد الوجبات التي توزع أكثر من 15%، ويتم توزيع الطعام للرواد والفقراء طوال أيام السنة، إلا أن لشهر رمضان وضعًا خاصًا، ويتم خلال شهر رمضان توزيع وجبات خاصة.
كما يسهم أصحاب الصدقات من أهالي الخليل، وأهل الخير داخل فلسطين وخارجها، لتقديم التبرعات لتوسع رقعة خدماتها للفقراء والمستفيدين.
يجدر الإشارة إلي أنه تمت إزالة بناء التكية القديم وملحقاته عام 1964، وذلك ضمن مشروع إزالة ما حول المسجد الإبراهيمي، وتم نقل البناء إلى مكان مؤقت بجانب بركة السلطان في المدينة.
وفي عام 1983، قامت مديرية الأوقاف الفلسطينية بإنشاء مبنى جديد من الجهة الشمالية القريبة للمسجد الإبراهيمي، وتم تجهيز هذا المكان بكل ما يلزم التكية.