عثمان ميرغني لـ"الدستور": الجيش السوداني يخشى استغلال الدعم السريع لقرار مجلس الأمن
أكد الكاتب والسياسي السوداني عثمان ميرغني، أن قرار مجلس الأمن الدولي أمس بشأن وقف الأعمال العدائية في السودان خلال شهر رمضان جاء بعد التقارير الأممية التي صدرت عن عدة منظمات داخل الأمم المتحدة خاصة برنامج الغذاء العالمي الذي أكد أن السودان مقبل على مجاعة.
وأوضح ميرغني في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن القرار صدر عن مجلس الأمن الدولي أمس بوقف إطلاق النار بإجماع الأعضاء ما عدا روسيا التي امتنعت عن التصويت وطالبت بتأجديل التصويت لمزيد من المعلومات في انتظار المبعوث الأممي إلى السودان رمطان لعمامرة لتقديم تقرير بشأن الوضع في السودان.
عثمان ميرغني: قرار مجلس الأمن بشأن السودان غير مجدي
وقال ميرغني إن القرار الصادر عن مجلس الأمن ورغم أهميته إلا أنه غير ملزم لأنه وجه دعوة غير ملزمة لطرفي الصراع الجيش السوداني والدعم السريع لوقف اطلاق النار خلال شهر رمضان فقط لادخال المساعدات الغذائية والدوائية للسودانيين.
وأشار السياسي السوداني إلى أن قرار مجلس الأمن ليس فيه آليات للرقابة أو المحاسبة لأن تنفيذ القرار متروك لكل طرف حل حساب إرادته وسيكون ذلك الثغرة التي تجعل الطرفين غير راغبين في الالتزام به.
وأوضح أن منبر جدة أصدر عدة هدن إنسانية بين الجيش السوداني والدعم السريع لكن لم يتم الالتزام بها على الأرض فقد كان كل طرف يدعي خرق الطرف الآخر للهدنة ثم يستمر القتال بصورة طبيعية بل زاد خلال الهدن الإنسانية، فقد استغلت قوات الدعم السريع الهدن لاعادة التموضع في مناطق اخرى واستجلاب السلاح والدعم من الخارج، ولهذا يشكك الجيش السوداني في هذه الهدن وجدواها لذا يمنع على استغلال الدعم السريع لمثل هذه الأمور واستهداف الجيش أو مناطق جديدة.
ميرغني: الدعم السريع يحاول استغلال قرار مجلس الأمن لتعزيز مواقعه
وتابع: "لا أعتقد ان الطرفين سيلتزما بقرار مجلس الأمن خاصة مع اشتداد المعارك في الفترة الاخيرة سواء الخرطوم أو أم درمان او ولاية الجزيرة وذلك في محاولة من الجيش لاستعادة هذه المناطق من الدعم السريع، لذا إذا حصل الدعم السريع على هدنة سيحاول استغلالها وتنفذ عمليات ضد الجيش واستعادة المناطق التي سيطر عليها الجيش وطرده منها خلال الفترة الماضية".
وصوت مجلس الأمن الدولي، أمس على قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في السودان تزامنا مع بداية شهر رمضان مع استمرار تدهور الأوضاع في البلاد، فقد دعا القرار إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق عبر الحدود وخطوط القتال.