خبير لبناني يوضح لـ"الدستور" دلالات استهداف الاحتلال لمدينة بعلبك
قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني محمد الرز، إن الجيش الإسرائيلي في عدوانه على لبنان حتى الآن، يتبع أحد أسلوبين أولهما "الاعتماد على تقصي قيادات ومقاتلي حزب الله اما بواسطة عملاء أو بمتابعة الاتصالات الهاتفية"، حيث يعتمد على معلومات الهواتف المحمولة التي سبق لأحد وزراء الاتصالات السابقين، تسليمها للولايات المتحدة الأميركية والتي قدمتها لأجهزة استخبارات الكيان الإسرائيلي.
أسباب قصف الاحتلال لمدينة بعلبك
وأضاف “الرز” في تصريحات خاصة لـ"الدستور": "الشق الثاني هو تركيز القصف والاغتيالات على المناطق والبلدات الشيعية سواء في الشريط الحدودي الجنوبي مرورا باقليم التفاح في الوسط، ووصولا إلى مدينة بعلبك شمالي سهل البقاع في عمق الأراضي اللبنانية، وذلك بهدف اللعب على الحساسيات والخلافات بين الطوائف اللبنانية"، مؤكدًا أن بالرغم من هذه الخلافات معظم اللبنانيين يتناسون تناقضاتهم ويتحدوا لمواجهة أي اعتداء على بلدهم كما اثبتت الحروب السابقة الإسرائيلية اللبنانية.
تابع المحلل اللبناني:" من جهته التزم حزب الله ردا على قصف مدينة بعلبك بخطته التي بدأ فيها المعارك وهي استهداف الجنود الاسرائيليين في مناطق محتلة، حيث قصف معسكرا للصهاينة في هضبة الجولان، فيما أبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري قائد قوات الطوارئ الدولية بأن قصف إسرائيل للعاصمة بيروت اذا حصل، فسوف يكون الرد عليه بقصف تل أبيب، وذلك ردا على وزير الحرب الاسرائيلي غالانت الذي قال: اليوم بعلبك وغدا بيروت ".
دلالات التصعيد على جبهة لبنان
واعتبر “الرز” أن كل هذه التطورات الميدانية على الجبهة الإسرائيلية اللبنانية تنبئ بوجود سباق بين الحل السياسي والمواجهة العسكرية، مضيفًا:" لكن توسيع المعارك على النحو الذي يجري منذ اسبوعين وحتى الآن يضيق من أفق الحل الدبلوماسي خاصة وأن وزراء في مجلس الحرب الإسرائيلي اعلنوا أن وقف إطلاق النار في غزة لن يعني وقف المعارك مع لبنان".
وفسر المحلل اللبناني قيام "حزب الله" بإسقاط بصاروخ أرض جو طائرة مسيرة معادية لأول مرة منذ اندلاع المعارك، أمس الأحد، بأنه رسالة عسكرية إلى الحكومة الإسرائيلية، مفادها أن الحرب على لبنان ستكون مكلفة، معتبرًا ان بالرغم من هذه الرسائل ولكن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، لديه دواعي عديدة تدفعه إلى التصعيد على جبهة لبنان، أبرزها "التغطية على فشله في تحقيق اي هدف في غزة ".
وأردف:" يسعى لمحاولة إبعاد الحزب إلى شمال نهر الليطاني ليضمن عودة المستوطنين إلى قراهم في شمال فلسطين المحتلة، وثالثا أن يعمل على تغيير المعادلة السياسية في لبنان لجهة إنهاء أو تقليص فائض القوة للثنائي الشيعي وفتح المجال أمام دور أكبر للولايات المتحدة على الساحة اللبنانية".
استهداف بعلبك
وفي تطور خطير، استهدف الجيش الإسرائيلي مستودعًا للمواد الغذائية تابعًا لمؤسسة "سجاد" التي يديرها "حزب الله"، وذلك على دفعتين: صاروخ أول طال حاوية لتخزين المواد الغذائيّة بين بلدتي "العلاق" و"حوش تل صفية" على طريق بوداي في بعلبك، فيما طال الثاني منزلًا مستأجرًا.