أسعار اللحوم فى تراجع مع ضخ كميات كبيرة من «المستوردة» وانخفاض الدولار
تترقب الأسواق تراجعًا فى أسعار البروتين الحيوانى، خلال الأيام القليلة المقبلة، مدفوعًا بهبوط أسعار الدولار فى السوق السوداء، فضلًا عن تراجع أسعار الأعلاف بشكل لحظى مع الإعلان عن صفقة رأس الحكمة.
كما تستقبل الموانئ المصرية نحو ١٠٠ ألف طن من اللحوم المجمدة، فضلًا عن كميات مماثلة من رءوس الماشية الحية، وذلك فى إطار سعى الحكومة لتوفير السلع الغذائية بأسعار مخفضة للمستهلك مع قدوم شهر رمضان، كما أنه من المتوقع زيادة استيراد اللحوم البرازيلية مع توقيع بروتوكول التعاون بين وزارة الزراعة المصرية والحكومة البرازيلية لاستيراد اللحوم بكميات أكبر خلال الفترة المقبلة.
وقال سيد النواوى، عضو شعبة اللحوم بغرفة الصناعات الغذائية، إن مصر لديها كميات من اللحوم قادرة على الوفاء باحتياجاتها حتى مع زيادة الطلب المتوقعة خلال الفترة المقبلة، مع قدوم شهر رمضان.
وأضاف «النواوى»، لـ«الدستور»، أن هناك كميات كبيرة من اللحوم المجمدة المستوردة لا تزال فى الموانئ، ومن المقرر أن تفرج عنها الحكومة وتضخها فى السوق قريبًا، متوقعًا أن تتراجع أسعار اللحوم فى الأسواق بشكل ملحوظ، خاصة فى اللحوم المجمدة، بالتزامن مع تراجع أسعار الدولار فى السوق.
وذكر أن الأسعار الحالية للحوم المستوردة فى الجملة تتراوح بين ٢٨٥ و٣٠٠ جنيه للحوم المجمدة البرازيلى، التى يقبل المواطنون على شرائها بكثافة، وتحظى باستحسان بفضل مذاقها، التى لا تفرق كثيرًا عن اللحوم البلدية.
وبيّن أن سعر اللحوم المستوردة الهندية يسجل ٢٤٠ جنيهًا فى الجملة خلال الفترة الحالية، لافتًا إلى أن صفقة رأس الحكمة سيكون لها أثر جيد على السوق خلال الفترة المقبلة، فستؤثر بطبيعة الحال على خفض أسعار السلع المختلفة فى السوق، وفى مقدمتها اللحوم المستوردة التى تعتمد فى تسعيرها على الدولار بشكل أساسى.
وأضاف أن مصر تستورد اللحوم المجمدة من الهند والبرازيل والأرجنتين وكولومبيا، مؤكدًا أن القوة الشرائية للمستهلك تراجعت بنحو ٤٠٪ على اللحوم الحمراء خلال الأشهر الأخيرة، متأثرة بارتفاع أسعار مختلف السلع الغذائية، ما دفع المستهلك إلى تقليل الكميات التى يشتريها، لكى يقدر على تغطية احتياجاته من باقى السلع.
ولفت إلى أن الفترة الحالية تشهد بالفعل تراجعًا طفيفًا فى أسعار اللحوم المجمدة متأثرة بانخفاض القوة الشرائية للمستهلك، إذ إنها سلعة مرهونة بمدة صلاحيتها القصيرة، ويسعى المستورد إلى طرحها فى السوق قبل انتهاء مدة صلاحيتها.
كما وقعت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى المصرية ووزارة الزراعة والثروة الحيوانية البرازيلية، بروتوكولًا بهدف زيادة المعروض من اللحوم بعد ارتفاع أسعارها الفترة الماضية، وقال إن توقيع اتفاقية استيراد اللحوم من البرازيل سيسهم فى زيادة المعروض من اللحوم بالتزامن مع شهر رمضان، الذى يرتفع فيه الطلب على البروتين الحيوانى بمختلف أشكاله.
وذكر أن مصر تستورد نحو ٣٠٠ ألف رأس ماشية بشكل سنوى من البرازيل، فضلًا عن نحو ٤٠٠ ألف طن من اللحوم المجمدة من البرازيل.
وقال مصطفى وهبة، عضو شعبة القصابين بالغرف التجارية، إن الحكومة فى شهر رمضان المبارك تستعد لتقديم دعم متميز للمواطنين، من خلال توفير السلع الغذائية الأساسية مثل الدواجن واللحوم، وذلك بهدف تخفيف العبء عن كاهلهم خلال هذا الشهر المبارك، ويأتى هذا الدعم ضمن التزام الحكومة بتحسين معيشة المواطنين وضمان توافر الغذاء الكافى للجميع.
وأضاف «وهبة»: «مصر لديها نسبة كبيرة من اللحوم البلدى التى تغطى ما يتراوح بين ٤٠٪ و٥٠٪، وهذا رقم كبير فى ظل خروج عدد كبير من المربين خارج المنظومة»، مشيرًا إلى أن تلك الجهود تستهدف تخفيض أسعار الدواجن واللحوم فى الأسواق المحلية، سواء من خلال التدخل المباشر أو من خلال توجيهات للموردين للتقيد بأسعار محددة، كما تتخذ الحكومة إجراءات لضمان توفر كميات كافية من هذه السلع فى الأسواق، وذلك لتلبية الطلب المتزايد خلال شهر رمضان، حيث تشهد الموانئ المصرية استقبال ١٠٠ ألف رأس من العجول الحية و١٠٠ ألف طن من اللحوم المجمدة سوف يجرى طرحها فى الأسواق ١ مارس المقبل استعدادًا لاستقبال شهر رمضان المبارك.
وواصل: «تلك اللحوم سوف يجرى طرحها بأسعار منخفضة فى المنافذ الخاصة بشهر رمضان المبارك، وسعر كيلو اللحوم المجمدة الهندى يصل إلى ٢٦٠ جنيهًا، بينما تتراوح أسعار اللحوم البرازيلية المجمدة بين ٣٠٠ و٣٥٠ جنيهًا، وسوف يجرى طرحها داخل المجمعات التى افتتحتها الغرف التجارية بالتعاون مع محافظتى الجيزة والقاهرة».
واستكمل: «تأتى هذه الجهود فى سياق الاهتمام الكبير بضمان الرفاهية الاجتماعية وتحقيق العدالة الاجتماعية خلال شهر رمضان، وتعكس التزام الحكومة بتلبية احتياجات المواطنين وتوفير الدعم اللازم لهم فى هذا الوقت الخاص»، مشيرًا إلى أن اللحوم متوافرة وبشكل كبير، ولا يوجد لدينا نقص فى اللحوم، سواء المستوردة أو البلدية.
ولفت إلى أن الحكومة تنظم حملات توزيع مباشر للدواجن واللحوم بأسعار مخفضة فى الأسواق الشعبية والمراكز الاجتماعية، بهدف توفير فرصة للمواطنين للحصول على هذه السلع بأسعار ميسرة وبكميات كافية لاحتياجاتهم خلال الشهر الفضيل.
وتابع: «علاوة على ذلك، تشجع الحكومة الباعة المحليين والموردين على تقديم خدماتهم بشكل مباشر للمواطنين فى الأسواق المحلية، وتقديم تسهيلات لهم لتوفير السلع الغذائية الأساسية بأسعار ميسرة وبجودة عالية، ما يعزز الدور الاقتصادى للقطاع الخاص ويدعم الاستدامة الاقتصادية فى البلاد».
ونوه بأن الدولة تستورد اللحوم الحية من السودان وجيبوتى وإسبانيا وأوكرانيا وبلجيكا، وأيضًا يجرى استيراد اللحوم الحمراء المجمدة من الهند والبرازيل، وأشار إلى أن الحكومة تسعى جاهدة إلى تنمية الثروة الحيوانية من خلال استخراج ما يقرب من ٤٠٠ ألف رخصة خلال عامين لمزارع الدواجن والإنتاج الحيوانى، وفى حال السير بهذا الشكل سوف يكون لدينا اكتفاء ذاتى خلال ١٠ سنوات مقبلة.
وأضاف أن الحكومة تسعى إلى تطوير السلالات، واتخذت إجراءات كثيرة لتنمية قطاع الثروة الحيوانية خلال الفترة الماضية، مشيرًا إلى أهمية أن يعمل الإعلام على توعية المربى الصغير للعودة مرة أخرى للإنتاج، إذ إن المربين الصغار يمثلون ٤٠٪ من القطاع، ويجب عودتهم مرة أخرى إلى السوق.