نحن لا نبيع أرض الوطن
نحن لا نبيع الأصول بل هي شراكة مستدامة.. كلمة قالها الدكتور مصطفى مدبولي خلال المؤتمر الذي عُقد اليوم لإعلان صفقة هي الأضخم في تاريخ مصر الحديث، وذلك بعد أن انهالت التكهنات خلال الفترة الماضية عن بيع مصر لقطعة من أرضها.
"نحن لا نبيع أرض الوطن" تلك الكلمة التي أكدتها الخطوة التاريخية، بعد إعلان مصر والإمارات عن توقيع صفقة استثمارية ضخمة تهدف إلى تنمية منطقة رأس الحكمة بالساحل الشمالي في مصر، وجعلها مدينة عالمية تستقطب السياحة والتجارة والابتكار.
وفيما يبدو أن العالم المالي لا يزال يعاني من تقلباته المستمرة، تبرز صفقة "رأس الحكمة" كواحدة من أبرز الصفقات التي تهز شوارع الأعمال وتشغل بال الكثيرين في عالم الاقتصاد.
صفقة "رأس الحكمة" تعتبر واحدة من أكبر الصفقات التي شهدتها السوق المالية في الآونة الأخيرة، وقد أثارت توقعات مختلفة ومشاعر متناقضة بين الخبراء والمستثمرين.
بدأت تلك الصفقة بالتسريبات والتكهنات في الأسواق المالية منذ عدة أسابيع، ضمت تلك التكهنات شائعات المتربصين للدولة المصرية بأن مصر تبيع أرضها ولكن بالإعلان عن الصفقة رسميا، أثبتت مصر أنها لا تبيع أرضها وإنما هي شراكة مستدامة.
ومن المؤكد أن هذه الصفقة ستحمل تبعات اقتصادية كبيرة على الساحة الدولية، فالتحركات الكبرى في سوق الأسهم والشركات الرائدة لها تأثير كبير على الثقة في الأسواق وعلى مسارات الأسعار والاستثمارات.
الصفقة التي تعد أكبر صفقة استثمارية مباشر في تاريخ مصر، ستستثمر 35 مليار دولار من الودائع التي ستدخل للدولة خلال شهرين، منهم 15 مليار دولار في الدفعة الأولى و20 مليار دولار في الدفعة الثانية، كما ستحصل مصر على 35% من أرباح المشروع طوال فترة التعاقد.
تساهم تلك الصفقة في زيادة الموارد النقدية للدولة وتشغيل شركات المقاولات والتطوير العقاري، وبناء عليه ستوفر فرص عمل ضخمة بداية من عامل البناء، وحتى المهندسين والمديرين، وكذلك المتخصصين في الذكاء الاصطناعي، كما ستؤدي إلى تحسين جودة البنية التحتية والبيئة الاستثمارية وخلق فرص عمل جديدة للمواطنين المصريين.
مشاريع كبرى ضمتها تلك الصفقة من بينها إنشاء مطار دولي جنوب مدينة رأس الحكمة، وتطوير شبكة الطرق والمواصلات، وبناء مراكز تجارية وسياحية وثقافية وترفيهية، وتنفيذ مبادرات للحفاظ على البيئة والتراث والتنوع الثقافي.
وقد أشاد الرئيس عبد الفتاح السيسي وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالصفقة، مؤكدين على عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين، والتزامهما بتعزيز التعاون في كل المجالات، ودعم الاستقرار والتنمية في المنطقة.
وقد لاقت الصفقة ترحيبا واسعا من قبل المراقبين والخبراء الاقتصاديين، الذين اعتبروها فرصة ذهبية لتحقيق التنمية المستدامة والابتكار في مصر، والمساهمة في تحقيق رؤية مصر 2030.
في النهاية، يبدو أن صفقة "رأس الحكمة" قد تركت أثرًا واضحًا على الأسواق المالية والمجتمعات المحلية، مما يبرز الأهمية الكبرى لمراقبة وتقييم هذه الصفقات بشكل جاد وشفاف، إنها تذكير بأن العالم المالي لا يزال مليئًا بالمفاجآت والتحولات، وأنه يتعين على الجميع التكيف والتعامل مع تلك التغيرات بذكاء وحكمة.