"أونكتاد": تحديات غير مسبوقة للتجارة العالمية جراء اضطراب طرق الشحن
ذكر مجلس التجارة والتنمية التابع للأمم المتحدة "أونكتاد، أن النقل البحري يواجه تحديات غير مسبوقة جراء الاضطرابات التي تحدث بسبب الهجمات على السفن بالبحر الأحمر، وكذلك الاضطرابات الجيوسياسية بالبحر الأسود، والجفاف الشديد بسبب تغير المناخ الذي يعطل الشحن في قناة بنما.
وأوضح المجلس، في تقرير اليوم الخميس، في جنيف بعنوان "الإبحار في المياه المضطربة" - أن النقل البحري يمثل العمود الفقري للتجارة الدولية والمسئول عن 80% من حركة البضائع العالمية، منوهًا بأن الهجمات الأخيرة على السفن أدت إلى تعطل طرق التجارة البحرية في البحر الأحمر بشدة ما أثر بشكل أكبر على مشهد التجارة العالمية.
وأضاف، أن الاضطراب المستمر بالبحر الأسود بسبب الحرب في أوكرانيا أدى لتحولات بطرق تجارة النفط والحبوب وتغيير الأنماط الراسخة في ذات الوقت التي تواجه قناة بنما، وهي شريان بالغ الأهمية يربط بين المحيطين الأطلسي والهادي، حيث يعد تحديًا منفصلًا بسبب انخفاض مستويات المياه في القناة؛ ما يثير المخاوف بشأن مرونة سلاسل التوريد العالمية على المدى الطويل ويؤكد هشاشة البنية التحتية التجارية في العالم.
وتابع، أن تصاعد حالة عدم اليقين وتغيير مسار الملاحة إلى رأس الرجاء الصالح له تكلفة اقتصادية وبيئية، كما يمثل ضغوطًا إضافية على الاقتصادات النامية، لافتًا إلى أنه مع نمو هذه الحالة بشكل ملحوظ منذ نوفمبر 2023 فإن الزيادة في متوسط أسعار الشحن الفوري للحاويات سجلت أعلى زيادة أسبوعية على الإطلاق بمقدار 500 دولار في الأسبوع الأخير من ديسمبر.
وأشار إلى أن متوسط أسعار الشحن الفوري للحاويات من شنغهاي قد ارتفع بأكثر من الضعف منذ أوائل ديسمبر (+122%) وزاد بأكثر من 3 أضعاف إلى أوروبا (+256%) وحتى أعلى من المتوسط (+162%) إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة.
ونوه المجلس بأن قناة بنما تعد ذات أهمية خاصة للتجارة الخارجية لبلدان الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية، حيث يعتمد حوالي 22% من إجمالي حجم التجارة الخارجية التشيلية والبيروية على القناة، فالإكوادور هي الدولة الأكثر اعتمادًا على القناة، وتعبر من خلالها 26% من حجم تجارتها الخارجية.
وحذر من الآثار الاقتصادية البعيدة المدى المحتملة الناجمة عن الاضطرابات الطويلة الأمد في شحن الحاويات ما يهدد سلاسل التوريد العالمية، ويؤخر عمليات التسليم ما يتسبب في ارتفاع التكاليف والتضخم، لافتًا إلى أن المستهلكين سيشعرون بالتأثير الكامل لأسعار الشحن المرتفعة في غضون عام. ولفت إلى ارتفاع أسعار الطاقة مع توقف عمليات نقل الغاز ما يؤثر بشكل مباشر على إمدادات الطاقة وأسعارها خاصة في أوروبا، منوهًا بأن الأزمة يمكن أن تؤثر أيضًا على أسعار المواد الغذائية العالمية.
وأشار إلى أنه من المحتمل أن تؤدي المسافات الطويلة وارتفاع أسعار الشحن لزيادة التكاليف، منوهًا بأن انقطاع شحنات الحبوب من أوروبا وروسيا وأوكرانيا يشكل مخاطر على الأمن الغذائي العالمي ما يؤثر على المستهلكين ويخفض الأسعار المدفوعة للمنتجين.