الزحمة الكدابة.. أحدث طرق التسويق للمطاعم في وسط البلد
بمجرد مرورك في منطقة وسط البلد، وتحديدًا شارع طلعت حرب، ستفاجأ بزحام كبير أمام عدد من المطاعم التي تقدم وجبات سريعة وحلويات شرقية، وبالبحث عن الأسباب الحقيقية حول هذا الزحام الشديد، بصرف النظر عن جودة المنتجات التي يقدمونها وأسعارها، نجد أنها خطة إعلانية للدعاية لهذه المحلات بإيهام المواطنين أن الزحام الشديد يأتي بسبب جودة المنتجات.
وتحدث عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن تعمد المطاعم اصطناع الزحام من أجل جذب الزبائن من المارة، مما جعل مطعم شهير يصدر بيانًا عبر صفحته الرسمية بـ"فيس بوك" ردًا على هذه الأقاويل، كان مفاده "الحقيقة مكناش حابين نتكلم في موضوع الزحمة اللي ناس كتير بتتكلم عليه، ولكن نود أن نوضح أن الزحمة دي خارجة عن إرادتنا وتعرضنا لبعض الخسائر المادية".
وما زاد من حجم الأقاويل حول هذه الظاهرة هو أن معظم هذه المطاعم، تعود أصولها إلى عروس البحر الأبيض المتوسط محافظة الإسكندرية، حيث بدأت انطلاقتها من هناك، قبل الانتشار في أحياء القاهرة، وهو الذي جعل رواد التواصل الاجتماعي يصفون ظاهرة الزحمة بأنها خطة إسكندراني لجذب زبائن العاصمة، وتنوعت هذه المطاعم بين تقديم حلويات ومعجنات وشاورما سوري ومنتجات ألبان وأخيرًا سندوتشات البقالة كما يطلق عليها في الفترة الأخيرة .
ويقول خبير تسويق يدعى "محمد حسام": “ما يقدمه عدد من المطاعم التي اقتحمت شوارع العاصمة الفترة الماضية، هو نجاح غير مسبوق بكل المقاييس التجارية، سواء كان هذا بفضل السعر وجودة المنتجات المقدمة، أو بسبب اعتمادهم على طريقة تسويق جديدة ومعروفة في مجالنا، وهي صناعة زحام شديد أمام باب المطعم عن طريق تأخير طلبات الزبائن، خاصة وأن هناك بعض المنتجات المغلفة التي لا تحتاج لأي مجهود أو وقت لتسليمها”.
وأضاف: بدأت هذه الظاهرة في الظهور منذ 3 سنوات، وتحديدًا عندما افتتح أحد مطاعم الشاورما الشهيرة حاليًا فرعًا له بمنطقة وسط البلد، وبالمناسبة هذا أسلوب من أساليب التسويق التجاري وهو فن صناعة الزحام بمكان جديد للفت الأنظار، ومن يقوم باقتراح هذا الأسلوب هو إحدى شركات التسويق المتخصصة عند تعاقدها مع صاحب المطعم، من أجل تحقيق أعلى درجة من البيع وجذب الزبائن، واعتقد أن المطعم الذي أصدر بيان بشأن عدم تعمده الزحام هو لم يكن صادقًا في هذا الأمر، بل إصداره لبيان نفي هو في حد ذاته اثبات لصحة الواقعة وتعمده افتعالها".
ويقول محمد خالد أحد الزبائن المصطفة في طابور انتظار أمام أحد محلات منتجات الألبان: "الحقيقة الزحمة مبالغ فيها إلى حد كبير ولكن مرغم عليها بسبب جودة المنتجات الخاصة بهذا المحل، وأيضًا سعره المناسب جدًا، لذلك اتحمل الزحام خاصة وأن أسرتي بالكامل تتناول هذا النوع من الحلويات التي تحمل أسماء غريبة بعض الشيء ولكنها تجذب زبائن عديدة خاصة الأطفال".