صحف عالمية| زيارة أردوغان تعكس حجم الدور الإقليمي والمحوري لمصر بالمنطقة
ذكرت شبكة "دويتش فيله"، أن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التاريخية إلى مصر تأتي بعد فترة من المناقشات حول الزيارة الأولى ومن يقوم بزيارة الآخر أولًا، لتنتهي بزيارة أردوغان إلى مصر لتعكس دور مصر الإقليمي والاستراتيجي ومدى أهميتها، وسط توقعات أن تكون الزيارة سياسية من الدرجة الأولى، خصوصًا وأن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين لم تنقطع خلال فترة الأزمة.
دويتش فيله: زيارة أردوغان للقاهرة سياسية وتعزز العلاقات الاقتصادية
وتابعت أنه في حين لا توجد معلومات عامة بشأن أي اتفاق أو خطوة ملموسة مع مصر في إطار الزيارة، فإن أنقرة تجد أنه من المهم أن تستمر عملية التطبيع بزيارة رفيعة المستوى، والتوقع الآخر هو أن تتمكن أنقرة من لعب دور فعال في الفترة التالية لوقف إطلاق النار في غزة قبل شهر رمضان المقبل تمهيدًا لإنهاء الحرب بشكل كامل، حيث تعد مصر حيوية بالنسبة لأنقرة لتحقيق هذه الرغبة.
وبحسب مصادر رسمية تركية، فإن هذه الزيارة تهدف إلى زيادة حجم التجارة مع مصر، أكبر شريك تجاري لتركيا في أفريقيا، إلى 15 مليار دولار، وتوسيع الاستثمارات التركية في مصر.
ويقول السفير المتقاعد شفق جوكتورك، الذي شغل منصب سفير تركيا في القاهرة بين عامي 2005 و2009، إن هذه الزيارة لا علاقة لها بالتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين الذي استمر لسنوات طويلة ولم يتأثر بالأزمة السياسية.
وأوضحت الشبكة أنه بالرغم من أن العلاقات الاقتصادية والتجارية على جدول أعمال الزيارة، فإن حرب غزة هي القضية الرئيسية لكلا الزعيمين في الوقت الحالي، حيث ثمنت أنقرة مرارًا وتكرارًا على دور مصر القيادي والمحوري لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وإجلاء الجرحى والمواطنين.
وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية هاكان فيدان، إنه في نطاق عملية التطبيع بين تركيا ومصر، كان على جدول أعمال مصر شراء طائرة بدون طيار من تركيا، وفي هذا السياق، ستكون مسألة التعاون في مجال الصناعات الدفاعية والطائرات بدون طيار مطروحة على الطاولة أيضًا.
ويقول جوكتورك إن تركيا أصبحت معزولة لفترة من الوقت بسبب تعاون مصر مع الدول الأخرى المطلة على شرق البحر الأبيض المتوسط، ويشير إلى أن مصر دولة رئيسية في المنطقة وفي شرق البحر الأبيض المتوسط وقد أردكت تركيا أنها لا يمكنها تحقيق أي خطوات ملموسة في هذه القضية دون مصر.
فويس أوف أمريكا.. هيمنة مصرية على قراراتها
أكدت شبكة "فويس أوف أمريكا"، أن زيارة أردوغان إلى مصر تأتي بعد أن دعى الرئيس التركي، الرئيس السيسي عدة مرات لزيارة أنقرة، ولكن لأمور بدأت تسير في اتجاه مختلف بعد زيارة وزير الخارجية هاكان فيدان إلى القاهرة في 14 أكتوبر 2023، ليعلن بعدها أردوغان عن زيارته إلى مصر.
وتابعت أن مصر تعد دولة هامة للغاية ومحورية بالنسبة لتركيا في العديد من القضايا الشائكة ومنها الحرب في غزة ومحور الطاقة في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط والأزمة في ليبيا.
يعتقد أويتون أورهان، منسق دراسات المشرق في مركز دراسات الشرق الأوسط، أن تركيا لن تستطيع تحقيق الكثير من التقدم في أي مجال سواء في الطاقة أو حرب غزة أو ليبيا بدون تعزيز التعاون مع مصر.
وأضاف أن مصر لها نهجها الخاص في هيمنتها على جغرافيتها وقراراتها السياسية، وبالتالي لن يكون أمام أردوغان سوى الاستماع للرئيس عبد الفتاح السيسي، خصوصًا فيما يتعلق بالحرب في غزة وقرارات مصر ومبادئها فيما يخص القضية الفلسطينية.
وأشار إلى أنه إذا كان هناك تحسن في العلاقات بين مصر وتركيا، فسيكون ذلك إيجابيًا للتطورات في الشرق الأوسط.