الطاقة والأمن الإقليمى والتسوية الليبية.. ملفات أردوغان فى القاهرة
يبدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، غدًا الأربعاء، زيارة إلى مصر تستهدف بحث النهوض بالعلاقات الثنائية، استكمالا لمسار تطبيع العلاقات بين الدولتين.
تأتي أهمية زيارة أردوغان لأنها ترتبط بجملة من الاعتبارات الرئيسية، أولها أنها الزيارة الأولى له منذ 11 عاما، مع وجود العديد من التطورات والمتغيرات الإقليمية والدولية التي تدفع باتجاه تنسيق المواقف بين البلدين.
وتتمتع مصر وتركيا بثقل إقليمي ووزن جيوسياسي كبير في المنطقة، بالإضافة لوجود العديد من المصالح الاستراتيجية التي تربط البلدين على المستويات كافة.
وتتمثل الاعتبارات الرئيسة في أهمية الزيارة، من أهمية المفات التي سيناقشها الرئيسان وأبرزها الملف الفلسطيني، الذي من المتوقع أن يحظى بهامش كبير في المباحثات بين الرئيسين المصري والتركي، في ضوء بعض الاعتبارات الرئيسية، ومنها تجاوز مدة الحملة العسكرية الإسرائيلية حاجز الأربعة أشهر؛ بما خلفه ذلك من دمار واسع داخل القطاع.
وهناك الكثير من الملفات الرئيسية في هذا السياق، على رأسها الهدنة الإنسانية الجديدة التي تقودها مصر وقطر، وملف المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، جنبا إلى جنب مع بعض القضايا الاستراتيجية، وعلى رأسها سبل استعادة مسار السلام العادل وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
الملف الليبي
كما يحتل الملف الليبي أهمية كبرى في المباحثات المرتقبة، باعتبارها فرصة مهمة على طريق بناء تفاهمات بخصوص الوضع في ليبيا، إذ إن التقارب الثنائي بين البلدين في ضوء التوازن الجيوسياسي لهما، والنفوذ الكبير لهما في الملف الليبي يمكن أن يدفع قدما باتجاه حلحلة العدي من الملفات العالقة في ليبيا وعلى رأسها إنجاز الاستحقاق الانتخابي، وإخراج الميليشيات، جنبا إلى جنب مع الاستفادة المشتركة للشركات المصرية والتركية من إعادة الإعمار.
ومن شأن التقارب المصري- التركي الدفع باتجاه تبني تحركات أكثر فاعلية تجاه بعض الملفات الإفريقية النوعية والملحة، على رأسها الأزمة السودانية، خصوصا في ضوء النفوذ الكبير للبلدين في الملف السوداني والصومالي، وكذلك ما يتعلق بالتهديد الإثيوبي المتمثل في التحرك لإنشاء قاعدة عسكرية وتأجير ميناء بربرة مع ما يعرف بجمهورية أرض الصومال.
كما يحظى ملف الطاقة وملف الحضور الجيوسياسي في منطقة شرق المتوسط وما يترتب عليه من منافع، بمساحة مهمة في مسار التقارب بين البلدين، إذ تستورد تركيا أكثر من 90% من احتياجاتها من الطاقة، وقد تجد في التقارب مع مصر فرصة للاندماج تحت مظلة منتدى غاز شرق المتوسط، لتحقيق قدر أكبر من المنفعة.