كم ستصمد خيام النازحين أمام رياح العدوان والشتاء فى رفح؟
أصبح الفلسطينيون يعيشون في سجن كبير مفتوح، فلا يوجد أي وسائل للحياة بعد تدمير إسرائيل معظم المدن والأحياء في شمال القطاع، ووصلت جرائم الاحتلال إلى تهجيرهم ومنع وصول الإمدادات والمساعدات الإنسانية إليهم.
ومع ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر والمكثف وغير المسبوق على قطاع غزة برًا وبحرًا وجوًا منذ السابع من أكتوبر الماضي، نزح الآلاف من الفلسطينيين عن أراضيهم وبيوتهم في الشمال إلى وسط وجنوب قطاع غزة.
وخلال الأيام الماضية ضاعفت إسرائيل من وتيرة القصف على مدن قطاع غزة، فضلًا عن اقتحام المستشفيات، المدارس، ومراكز المنظمات الدولية التي تؤوي آلاف الفلسطينيين.
الأمطار غمرت خيام النازحين في رفح
ومع تواصل العدوان الإسرائيلي على مدينة خان يونس دفع سكانها إلى النزوح إلى مدينة رفح، في وقت أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية "أوتشا"، عن أن عشرات الآلاف من الفلسطينيين النازحين داخليًا وصلوا إلى محافظة رفح، الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة.
ومع تفاقم وسوء الأحوال الجوية ضربت الأمطار الغزيرة والسيول خيام النازحين الفلسطينيين الذين يعيشون فيها بمدينة رفح، ويواجهون أيامًا قاسية ويواجهون البرد والجوع في العراء.
وسبق وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إن مياه الأمطار غمرت خيام النازحين الفلسطينيين في رفح الجنوبية، إذ تضاعف عدد سكان رفح أربع مرات منذ بدء الحرب، وأصبحت آلاف الأسر التي تنام على الأرض تتجمد الآن.
نتمسك بالمقاومة والثبات وحماية أراضينا
وفي هذا الصدد أكد الدكتور محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني، في حديثه مع "الدستور"، أن الاحتلال الإسرائيلي هو سبب اشتعال المنطقة العربية وتفاقم الأمور إلى هذا الحد، فإن الشعوب العربية كلها تؤرقها عواقب ما يحدث في فلسطين وحدودها.
وأوضح أنه من المحتمل أن يتسع الصراع الإسرائيلي إذا استمر العدوان في جرائمه التي يرتكبها في حق الشعب الفلسطيني، لذا فإنه يجب الحل السياسي الذي يضمن الحق الأدنى للشعب الفلسطيني وقيام دولة فلسطينية على حدود عام 1967.
وأضاف أن إسرائيل تحاول أن تلتهم الأراضي الفلسطينية وتهجير أكبر قدر من الشعب الفلسطيني إلى مناطق أخرى أو دول أخرى، ولكننا على مدار أكثر من 75 عامًا ونحن نحمي أراضينا والمقاومة والثبات والتمسك بالحق، ولن يدوم الاحتلال وستخرج إسرائيل من أرضنا عاجلًا أم آجلًا.
إسرائيل تعلن تعزيز الاستيطان
وفي الوقت الذي يعيش فيه الفلسطينيون بلا مأوى ولا مأكل ولا مشرب ويواجهون مجاعة حقيقية في العراء، أعلن وزير المالية بحكومة الاحتلال بتسلئيل سموتريش، عن تعزيز الاستيطان بعد تقارير إعلامية أفادت بأن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يدرس معاقبة مستوطنين يعتدون على الفلسطينيين في الضفة الغربية.
ومؤخرًا قال الدكتور عبدالجليل حنجل، المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، إن هناك تحديًا كبيرًا في التواصل مع طواقمنا، ونتواصل عبر أجهزتنا التي استهدفتها أكثر من مرة قوات الاحتلال، كما أن أغلب المستشفيات خرجت من الخدمة بشكل نهائي.