تقرير أمريكى: إطلاق سراح مروان البرغوثى يعزز مكانة حماس.. ويدعم الوحدة الفلسطينية
سلطت إذاعة "صوت أمريكا"، السبت، الضوء على مروان البرغوثي القيادي البارز بحركة فتح المنافس السياسي الرئيسي لحركة حماس، الذي طالبت الأخيرة إسرائيل، بالإفراج عنه في إطار صفقة وقف إطلاق النار في غزة التي يجرى مفاوضات بشأنها في الوقت الحالي.
وذكرت "صوت أمريكا" في تقرير بعنوان "حماس تطالب إسرائيل بالإفراج عن زعيم فتح مروان البرغوثي"، أن البرغوثي الذي يعتبره بعض الفلسطينيين بمثابة نيلسون مانديلا، وهو مرشح رئيسي ليصبح رئيسهم في المستقبل، أصبحت الآن حريته على المحك في مفاوضات وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؛ حيث طالب زعماء حماس الجمعة إسرائيل بالإفراج عنه في إطار أي اتفاق لإنهاء القتال في غزة.
واعتبرت أن هذا الطلب، يلفت انتباهًا جديدًا إلى مروان البرغوثي الذي يلعب دورًا مركزيًا في السياسة الفلسطينية حتى بعد أن أمضى أكثر من عقدين خلف القضبان، مرجحة أن "يمهد إطلاق سراحه الطريق لانتخابه في نهاية المطاف لمنصب وطني".
وقالت: "يبدو أن مناورة حماس لإطلاق سراح مروان البرغوثي محاولة لحشد الدعم الشعبي للجماعة المسلحة، بالإضافة إلى الاعتراف بوضعه كشخصية فلسطينية موحدة بشكل فريد".
وقال قدورة فارس، الذي يرأس وزارة شئون الأسرى الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة: إن "حماس تريد أن تظهر للشعب الفلسطيني أنها ليست حركة مغلقة، وإنها تمثل جزءًا من المجتمع الفلسطيني، وتحاول أن تبدو مسئولة".
ودعا أسامة حمدان، المسئول الكبير في حماس، إلى إطلاق سراح مروان البرغوثي، بينما يحاول الوسطاء الدوليون دفع إسرائيل وحماس نحو التوصل إلى اتفاق بعد ما يقرب من أربعة أشهر من الحرب.
وتسعى إسرائيل إلى إطلاق سراح أكثر من 100 محتجز إسرائيلي لدى حماس في غزة، بينما تطالب الحركة الفلسطينية بإنهاء الهجوم العسكري الإسرائيلي المدمر والإفراج عن آلاف السجناء الفلسطينيين.
في هذا الإطار، أشار تقرير "صوت أمريكا" إلى أنه مع اجتياح الاحتجاجات المطالبة بالإفراج الفوري عن المحتجزين الإسرائيليين وعددهم 100، والمخاوف من نفاد الوقت لإعادتهم إلى وطنهم بأمان، تتزايد الضغوط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للتوصل إلى اتفاق.
كما أشار إلى أنه بالنسبة للفلسطينيين، فإن محنة ذويهم المسجونين عاطفية للغاية، وبينما تعتبر إسرائيل "السجناء الأمنيين" إرهابيين، فإن الفلسطينيين يعتبرونهم على نطاق واسع أبطالا يحاربون الاحتلال الإسرائيلي، منوهًا بأنه تقريبا كل فلسطيني لديه صديق أو قريب تم سجنه.
وتقول جماعة حقوق الإنسان الإسرائيلية "هاموكيد": إن "إسرائيل تحتجز حاليا ما يقرب من 9000 أسير فلسطيني".
وتطالب حماس بالإفراج عنهم جميعا، ولكن في تصريحاته يوم الجمعة، ذكر حمدان اثنين فقط بالاسم – البرغوثي وأحمد سعدات.
ويرأس سعدات فصيلًا صغيرًا قتل وزيرًا إسرائيليًا في عام 2001 ويقضي حكمًا بالسجن لمدة 30 عاما بتهمة المشاركة في الهجمات.
ماذا يمثل الإفراج عن مروان البرغوثي بالنسبة للفلسطينيين ولحماس
يعتبر الفلسطينيون مروان البرغوثي البالغ من العمر 64 عامًا، وهو عضو في حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خليفة طبيعي لعباس البالغ من العمر 88 عاما، والذي يقود السلطة الفلسطينية المعترف بها دوليًا، وهي الحكومة التي تدير أجزاء من البلاد بالضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.
ويأمل عباس، استعادة السيطرة على القطاع بعد الحرب، فيما لم يجر الفلسطينيون انتخابات منذ عام 2006، عندما فازت حماس بأغلبية برلمانية.
وقال فارس، أحد أنصار البرغوثي في تصريحات لـ"صوت أمريكا": إنه "إذا تم إطلاق سراح البرغوثي، فقد يصبح مرشحًا توافقيًا في جولة انتخابات جديدة يمكن أن تتجمع خلفها حماس وفتح والفصائل الفلسطينية الأخرى".
وأظهر استطلاع للرأي في فترة الحرب نشر في ديسمبر، أن البرغوثي هو السياسي الأكثر شعبية بين الفلسطينيين متفوقًا على عباس وزعيم حماس اسماعيل هنية.
وينظر الإسرائيليون إلى البرغوثي باعتباره إرهابيًا كبيرًا، وسيكون إقناع إسرائيل بإطلاق سراحه معركة شاقة.
من هو مروان البرغوثي؟
ويقضي مروان البرغوثي، وهو زعيم في الضفة الغربية خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، خمسة أحكام بالسجن مدى الحياة لدوره في العديد من الهجمات.
خلال تلك الانتفاضة، نفذ المسلحون الفلسطينيون تفجيرات انتحارية مميتة وهجمات إطلاق نار استهدفت الحافلات والمطاعم والفنادق والإسرائيليين الذين يقودون سياراتهم في الضفة الغربية، ما أثار ردود زفعال عسكرية إسرائيلية ساحقة.
في عام 2002، ألقي القبض على البرغوثي بتهم متعددة بالقتل، ولم يقدم أي دفاع، رافضًا الاعتراف بسلطة المحكمة ومنذ ذلك الحين، دفع بنفسه مرارًا وتكرارًا إلى دائرة الضوء.
وفي عام 2021، سجل قائمته الخاصة للانتخابات النيابية التي تم إلغاؤها لاحقًا. وقبل ذلك ببضع سنوات، قاد أكثر من 1500 سجين في إضراب عن الطعام لمدة 40 يومًا للمطالبة بمعاملة أفضل في نظام السجون الإسرائيلي. ومن داخل السجن، واصل الدعوة إلى إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية، وهي الأراضي التي استولت عليها إسرائيل في حرب عام 1967.
ولد البرغوثي في قرية كوبر بالضفة الغربية عام 1962. وأثناء دراسته التاريخ والسياسة في جامعة بير زيت، ساعد في قيادة الاحتجاجات الطلابية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وبرز كمنظم للانتفاضة الفلسطينية الأولى التي اندلعت في ديسمبر1987، لكن إسرائيل قامت بترحيله في النهاية إلى الأردن، قبل أن يعود إلى الضفة الغربية في التسعينيات، كجزء من اتفاقيات السلام المؤقتة التي كان من المفترض أن تمهد الطريق لقيام دولة فلسطينية، لكنه تعثر بحلول نهاية العقد عندما اندلعت الانتفاضة الثانية.
وكان يُنظر إلى البرغوثي في ذلك الوقت على أنه الزعيم السياسي للجناح المسلح لحركة فتح.
ورفضت إسرائيل في السابق دعوات لإطلاق سراحه.
وقال فارس، الذي كان طرفا في المفاوضات: إن "إسرائيل رفضت إدراجه في صفقة تبادل أكثر من ألف أسير فلسطيني عام 2011 مقابل جندي واحد أسير في غزة لدى حماس".
وتم إطلاق سراح يحيى السنوار، زعيم حماس الحالي في غزة والعقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر، في هذا التبادل.
في هذا السياق، قال التقرير إن "الضغوط الكبيرة على إسرائيل لإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين مقابل الـ100 محتجز، قد يؤدي إلى تهيئة الظروف للتوصل إلى صفقة قد تؤدي في الوقت نفسه إلى إطلاق سراح البرغوثي وتعزيز مكانة حماس بين الفلسطينيين".
وقال فارس: "حماس أصبحت أكثر قوة وأكثر ذكاءً من أي وقت مضى".
وأضاف "إنهم يدركون مدى ضرورة التوصل إلى توافق في الآراء بين الشعب الفلسطيني".