توتر غير مسبوق.. الإعلام العبري يحذر نتنياهو من إثارة غضب مصر والعرب
شهدت العلاقات بين مصر وإسرائيل توترات غير مسبوقة على خلفية استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من اكتوبر الماضي، واتهام مصر بالباطل بأنها من رفضت إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع خلال الأسابيع الأولى من الحرب، كما شهدت العلاقات الإسرائيلية مع الدول العربية والإسلامية أيضًا موجة جديدة من التوترات لم تشهدها من قبل، ليحذر الإعلام العبري رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من استمرار إثارة الغضب في مصر والدول العربية.
استفزاز نتنياهو لمصر والدول العربية وتوترات غير مسبوقة في العلاقات
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، فإن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رفض تلقي أي اتصال هاتفي من نتنياهو، وهي علامة كبرى على مدى الغضب المصري من ممارسات نتنياهو الاستفزازية لمصر.
وتابعت أن موقف مصر ليس الوحيد، فهناك حالة غضب كبرى بين القادة العرب تجاه نتنياهو، حتى أن قادة مصر والأردن والإمارات والسعودية وهي الدول الفاعلة في أزمة غزة، يقولون خلف الأبواب المغلقة أنهم ينتظرون رحيل نتنياهو عن الحكومة الإسرائيلية.
وأضافت أن كافة سفراء الدول العربية والإسلامية غادروا إسرائيل فيما عادا سفيري مصر والمغرب، حيث يستمر السفير المصري في العمل لاعتبارات الحرب فقط ومراقبة الوضع عن كثب، في الوقت الذي استدعت فيه إسرائيل كافة سفرائها من المنطقة لأسباب أمنية فقط، ولكن القرار العربي الإسلامي كان لأسباب سياسية بحته.
وأشارت إلى أن مصر والأردن هما أقدم دولتان لديهما اتفاقية سلام مع إسرائيل لكنها تقتصر فقط على الحكومات، وبالرغم من ذلك، فإن الحديث في الحكومة الأردنية يعكس الغضب العارم من الممارسات الإسرائيلية في غزة، حتى أنه تم افتتاح مطعم "7 أكتوبر" في أحد شوارع الأردن، وبالرغم من ذلك تستمر التنسيقات الأمنية بين الأردن وإسرائيل خلف الأبواب المغلقة.
وأضافت أن العلاقات مع مصر مختلفة بصورة كبيرة، خصوصًا وأن مصر هي المفاوض الرئيسي في صفقات إنهاء الحرب، ولكن يبدو من خطابات الرئيس السيسي مدى الخلافات بين البلدين خلف الأبواب المغلقة، خصوصًا بعد ادعاء إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بأن مصر هي من منعت إدخال المساعدات لقطاع غزة في الأيام الأولى للحرب.
وتابعت أن مصر تتولى بنجاح كبير المفاوضات ونجحت في إحراز تقدم كبير، لكن هذا لا يمنع الغضب المصري الكبير من الحكومة الإسرائيلية والذي لا يمكن أن تتركه الحكومة يتفاقم أكثر.
وأضافت أن الحل الآن بالنسبة للقادة العرب هو رحيل نتنياهو، فهم يحملونه مسؤولية ما حدث وإطالة أمد الحرب حتى الآن.
رفض التواصل وسخرية.. نتنياهو منبوذ في الشرق الأوسط
وفي السياق نفسه، أكدت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن ممارسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بمثابة اختبار لصبر الدول العربية خصوصًا من وقعت معهم اتفاقيات "إبراهيم" ومصر والأردن.
وتابعت أن المملكة العربية السعودية التي كانت على شفا إبرام اتفاق مع إسرائيل، رهنت أي اتفاق حالي بتنفيذ مبادرة السلام العربية، كما سخر الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد من نتنياهو، كما رفض الرئيس عبد الفتاح السيسي استقبال أي مكالمات هاتفية من نتنياهو.
وأضافت أن نتنياهو أصبح تهديد للعالم العربي بالكامل، فلا يوجد قائد عربي واحد يرغب في التواصل معه وينظر إليه على أنه تهديد للفلسطينيين والاستقرار الحكومي العربي، خصوصًا مع اشتعال الغضب الشعبي العربي من استمرار الحرب في غزة.
وأشارت إلى أن المشاعر العامة العربية واضحة للغاية، فالغالبية العظمى تؤيد حماس وترفض أي عمليات تهجير للفلسطيينيين من قطاع غزة.
وأوضحت أن المتحدث باسم حماس أبو عبيدة أصبح الوجه الشعبي الأول في مصر والأردن، حيث كانت المشاعر المعادية لإسرائيل في ذروتها في كلا الدولتين.