أدباء ونقاد يناقشون المشروع السردى للطيب صالح فى معرض الكتاب
في إطار مناقشة مشروعات السرد العربي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته 55، شهدت قاعة الصالون الثقافي ندوة لمناقشة المشروع السردي للكاتب السوداني الطيب صالح، أدارت الندوة الكاتبة السودانية بثينة خضر مكي، بحضور كل من الكاتب السوداني محمد الأمين مصطفى، والناقد المصري شريف حتيتة، والكاتبة السودانية مشاعر شريف سعيد.
في تقديمها للندوة، قالت الكاتبة بثينة خضر مكي إن الأديب السوداني الطيب صالح نقل البيئة السودانية بمكانها وزمانها إلى رحاب الأدب العالمي، وكان له الفضل في نقل الإبداع المحلي إلى العالمية، فما زلنا نستمتع بشخصيات الطيب صالح، رغم استحالة وجودها في عالم اليوم.
لوحة متكاملة للبيئة السودانية
في كلمته، تحدث الكاتب السوداني محمد الأمين مصطفى عن براعة الكاتب في رسم لوحة متكاملة للبيئة السودانية، فقال إنه بعد الصراع الفكري والاجتماعي بين الشرق والغرب، والذي عبرت عنه رواية موسم الهجرة إلى الشمال وما جسدته الرواية من توصيف لإنسان العالم الثالث، الذي يحمل آراء متناقضة للمستعمر، ارتفعت وتيرة الاهتمام بالتفتيش عن هذا الكاتب، وكانت النتيجة هي بروز اسم الطيب صالح بعد أن حظى بشهرة عالمية، وترجمت الرواية إلى عدد من اللغات، ليكون واحدا من أهم الكتاب الذين نقلوا الأدب العربي إلى العالم.
وتابع: التصق الطيب صالح بالبيئة القروية، رغم ابتعاده عنها سنوات طوال تلقيًا للمعرفة وبحثًا عن العمل، فلم يخل عمل له من تصوير البيئة، كما أنه لم يتجاوز عادات الناس التي نشأوا عليها، وأخرج من البيئة القروية أصواتا متناغمة تصنع لوحة متكاملة أمام أعيننا، علاوة على اهتمامه بعكس العديد من القضايا التي لم يسمع بها العالم إلا من خلاله.
واستطرد: كل المشاهد التي رسمها غير غريبة على القارئ العربي، فالعالم العربي مرتبط ببعضه البعض بأكثر مما يظن الكثيرون، فقد كان للطيب صالح دور في ترقية الرواية العربية منطلقًا من بيئة بسيطة، وهو واحد من أجمل الهدايا التي قدمها السودان إلى الرواية والعالم العربي.
رواية موسم الهجرة إلى الشمال
قال الناقد المصري شريف حتيتة إن الرواية السودانية بالأساس لم تتجاوز نفس الموضوع الذي طرحته رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" من إشكاليات الهوية والتعايش والتعامل مع الآخر لذلك الحديث عن موسم الهجرة إلى الشمال هو حديث اليوم.
وتابع: لا يوجد كتاب أرخ للرواية الحديثة إلا وحضرت هذه الرواية فهي جزء من تاريخ الأدب العربي الحديث، وقد انتقلت بالرواية من كونها مصرية إلى رواية عربية، فالرواية العربية ظلت فترة طويلة هي رواية مصرية لكن مع الطيب صالح بدأت تخرج إلى إسهامات أخرى.
وأشار حتيتة إلى أن الرواية السودانية أُهملت لصالح الطيب صالح، الذي تركز الحديث عن الرواية السودانية عليه فقط، وسادت الفكرة أن الرواية السودانية لم تتجاوز ما قدمه.
الطيب صالح الحكاء
من جانبها، تحدثت الكاتبة السودانية مشاعر شريف سعيد عن "الطيب صالح السارد الحكاء"، انطلاقًا من أنه لم يكن كاتبًا وأديبًا فقط، ولكنه كان حكاء نجح في اختيار كلماته بعناية، فعندما يتحدث عن مجتمع القرية يصفه بالتفصيل، وفي أي شخصية من قصصه يصفها ببراعة من مختلف الجوانب، فالسارد الحكاء يمتلك موهبة لا تتوافر لغيره من الكتاب.
وقالت "مشاعر" إن النقاد أجمعوا على أن الأدب الإفريقي هو أدب جنوب الصحراء أو إفريقيا السوداء، فقد حاول أن يكتب التاريخ من وجهة النظر السودانية؛ فاستحق أن يكون عبقري الرواية السودانية.