إذاعة "إن بي أر": الوجود الأمريكي في العراق مستمر وسيعاد تشكيله
سلطت الإذاعة الأمريكية العامة "إن بى أر"، الضوء على ما يتعرض له الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط خاصة في العراق؛ في ظل ما تتعرض له القواعد الأمريكية هناك من هجمات منذ بدء حرب غزة، وما نتج عنه بعد ذلك من ضغوطات سياسية على الحكومة العراقية لطرد الجيش الأمريكي. وقد أعلنت بالفعل بغداد عن بدء محادثات مع واشنطن لتقليص وجود قوات التحالف الأمريكي ضد داعش في البلاد.
وتحت عنوان "كيف يأخذ الجيش الأمريكي في الاعتبار توسيع الصراع في الشرق الأوسط؟"، قالت الإذاعة الأمريكية، إنه تم جر الجيش الأمريكي إلى بؤر التوتر الخطيرة في الشرق الأوسط بعد أن غزت إسرائيل قطاع غزة.
وأضافت: "بعيدًا عن الحرب بين إسرائيل وحماس، فإن الصراع في الشرق الأوسط آخذ في التوسع. ويشمل ذلك العراق الذي يواجه ضغوطًا لطرد القوات الأمريكية التي تعرضت لهجوم من قبل الميليشيات المدعومة من إيران".
ونقلت الإذاعة عن مراسلها العسكري توم بومان تأكيده، أن القوات الامريكية الموجودة في العراق وعددها 2500 جندي لا يشاركون في القتال منذ عام 2014، بل يساعدون العراقيين في ملاحقة فلول داعش، مشيرًا إلى أنهم الآن يتمركزون في شمال العراق في أربيل، وبعضها يدعم أيضًا القتال ضد داعش في سوريا المجاورة.
وأوضح "بومان" أن الولايات المتحدة تقدم مئات الملايين من الدولارات للعراق في صورة مساعدات، وتنمية حكومية، ومساعدات إنسانية، وجهود إزالة الألغام، ومبيعات عسكرية بلغت قيمتها أكثر من 16 مليار دولار، مبينًا أن واشنطن مدت بغداد بكل شيء عسكريًا، بدءًا من طائرات F-16 إلى المروحيات والرادارات، مرورًا بالأسلحة الصغيرة ومعدات دفاعية فائضة، وصولًا إلى 300 مركبة مدرعة كبيرة، وعربات همفي، ومروحيات، ودروع واقية.
وأضاف: "كل هذه الكميات الهائلة من المساعدات والمبيعات ساهمت جميعها في قتال داعش".
الحديث يدور حول تشكيل مستقبل الوجود العسكري الأمريكي
وأشار بومان إلى أن المسؤولون العراقيون، يريدون الآن أن تغادر القوات الأمريكية، ولكن ما يدور من محادثات مع واشنطن لا يدور حول ذلك، بل إعادة تشكيل القوات فقط.
وأردف: "كبار المسؤولين في البنتاجون ووزارة الخارجية الأمريكية، يؤكدون أن المحادثات لا تتعلق بانسحاب القوات الأمريكية. قالوا إن الأمر يتعلق بتشكيل مستقبل الوجود العسكري الأمريكي. ويقولون إن هذا الوجود سيتحدد على أساس قوة داعش وقدرة القوات العراقية. لذا يبدو أن لدينا تباينًا هنا.
وأكد "بومان" أن أكبر تهديد للقوات الأمريكية في المنطقة في الوقت الحالي، يقع في العراق؛ حيث تعرض "2500 جندي وقواعد عراقية لتهديد متزايد منذ الحرب بين إسرائيل وحماس".
وتابع: "أكثر من 140 هجومًا شنتها الميليشيات المدعومة من إيران في العراق. وفي الآونة الأخيرة، رأينا بعض الجنود الأمريكيين مصابين - ثلاثة في تلك القاعدة في شمال العراق في أربيل، وواحد أصيب بجروح خطيرة في الرأس وتم إعادته إلى الولايات المتحدة".
وأكمل: "وفي هذا الأسبوع فقط، وقع هجوم واحد للميليشيات بالصواريخ والقذائف الصاروخية. وأصيب جنديان أمريكيان بارتجاج في المخ بعد قصف صاروخي على قاعدة الأسد الجوية غربي بغداد"، قبل أن ترد الولايات المتحدة بطبيعة الحال بضربات على منشآت الميليشيات في بغداد وغرب العراق.
الوضع سيزداد سوءًا مع استمرار الهجمات
ورجح مراسل البنتاجون العسكري للإذاعة الامريكية أن يزداد الوضع سوءًا، مع استمرار الهجمات والرد عليها، ما يؤدي، بطبيعة الحال، إلى المزيد من الضغوط على الحكومة العراقية بشأن مسألة وجود القوات الأمريكية.
ونوه في السياق إلى أن مسؤولي البنتاجون لا يشعرون بالتوتر إزاء غضب العراقيين بشأن الضربات الجوية، بل أنهم يواصلون التأكيد للمراسلين أن "الحكومة العراقية تريد بقاء القوات الأمريكية للتركيز على داعش".
وأردف: "هناك تلك العلاقة العسكرية الكبيرة بين القوات الأمريكية والعراقية، حيث يقدم كلاهما الأسلحة ويبيعانها".
ورغم ذلك، توقع بومان، إذا استمرت الهجمات على القوات الأمريكية وردت الولايات المتحدة بمزيد من الضربات الجوية، فإن ما وصفه بـ"الصداع السياسي" للحكومة العراقية سوف يزداد سوءًا مع المزيد من الدعوات لمغادرة جميع القوات الأمريكية.