سهى رجب: الرواية العبرية تحولت إلى كابوس بعد انتصار أكتوبر

تحدث اللواء دكتور سمير فرج خلال إطلاق مشروع "حكايات النصر"، المقامة حاليا ضمن فعاليات الدورة الخامسة والخمسيم لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، عن ذكرياته في حرب أكتوبر 1973.

"وأنا ع الربابة" أول أغنية سمعها السادات بعد العبور

وقال فرج: خلال مناقشة وإطلاق مشروع "حكايات النصر"، والصادر عن السلسلة التي تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب بنفس العنوان ويرأس تحريرها د.سمير فرج "اعتمدنا في حرب أكتوبر الخطة جرانيت، وحتي مع ساعات العبور والحرب الأولي لم نعلن للإعلام أو الناس، خوفا ألا يصدقوا نظرا لتجربتهم المريرة في حرب 67. 

وأوضح فرج: "كان مركز قيادة العمليات تحت الأرض، وقضينا أكثر من 11 يوم لم نر الشمس، وقتها الرئيس السادات طلب يسمع الراديو، لكن العمق الذي كنا فيه منع الإرسال، فقام سلاح المهندسين بمد سلك خارج مركز القيادة فوق الأرض ليلتقطوا إشارة الراديو، وكانت أول أغنية سمعها الرئىس السادات، وأنا علي الربابة بغني.

الرواية العبرية تحولت إلي كابوس بعد انتصار أكتوبر

من جانبها، قالت سهى رجب إن الرواية العبرية عقب حرب أكتوبر 1973 تحولت إلي كابوس، فمن الزهو الفخر بالجندي الإسرائيلي علي خلفية حرب 1967 وكيف أن الجندي المصري ضعيف ومهزوز، تحولت إلي النقيض تماما عقب عبور الجيش المصري لقناة السويس وتحطيمه لأسطورة خط بارليف الذي لا يقهر والتي صدقها الجنود الإسرائيليين تحولت هذه الروايات إلي نقد ومعارضة لنظام الحكم والجيش في إسرائيل.

وعن مساهمتها في "حكايات النصر": قالت رجب:في الحقيقة واجهت العديد من الصعوبات خلال البحث عن الأدب العبري المترجم للغة العربية، سواء في الشعر أو الرواية أو القصص القصيرة، من ندرة هذه النصوص، ورغم وجود أقسام لتدريس اللغة العبرية في العديد من الجامعات والكليات المصرية، إلي أن الترجمة من العبرية قليلة نظرا من الخوف من اتهامات التطبيع.

وشددت رجب "لم يتخيل الإسرائيليين سواء علي مستوي الشعب أو النظام والجيش، أن تخوض مصر الحرب بعد هزيمة 1967، ولم يتخيلوا أن الجندي المصري استطاع أن يغير خريطة العالم عسكريا وفكريا. بعد حرب أكتوبر وبقل من 10 شهور بدأت تظهر الروايات والدواوين الشعرية والقصص القصيرة في الأدب الإسرائيلي تحاكم قادتها، ولم يدركوا أنهم كانوا مخدوعين لهذه الدرجة، خاصة وأن العديد من هؤلاء الكتاب الإسرائيليين كانوا مجندين وضباط في الجيش الإسرائيلي. وبدأ التحول من الزهو والافتخار بالجيش الإسرائىلي إلي النقد والمعارضة في الأعمال الأدبية، بل والتغني بشجاعة وقوة الجيش المصري وتغيرت الصورة الذهنية عن الجندي المصري ومدي قوته وكيف ومن أين استمدها..

حسم معركة أغنية “مدد.. مدد”

من جانبه، تحدث دكتور سيد علي عن "حكايات النصر" ودور الفن في دعم انتصار حرب أكتوبر 1973، لافتًا إلى أنه "بعد أيام قليلة من الحرب وعبور القناة، فتحت الدولة المسارح للفنانيين والمصريين، وعلي خشبة المسرح غني الفنان محمد نوح أغنية “مدد.. مدد شدي حيلك يا بلد”، من كلمات الشاعر زكي عمر، وفي الأساس كانت الأغنية عنوان عرض مسرحي موسيقي.

وتابع علي: منذ 3 سنوات نشبت معركة ثقافية حول أغنية “مدد.. مدد”، غير أن حسم هذه المعركة في مشروع "حكايات النصر" وكلمات الأغنية “مدد.. مدد” موثقة في نص مسرحي لم ينشر بعنوان “الشرارة” بخط اليد وكنت قد أهديته للمركز القومي للمسرح والموسيقي والدراسات الشعبية، وعند نشوب هذه المعركة، رجعت له في المركز لأثبت لمن الأغنية إلي أن الكتاب قد اختفي وبحثوا عنه كثيرا ولم يجدونه.