صفقة وقف إطلاق النار وتحرير المخطوفين.. ما هى المعضلة الإسرئيلية؟
منذ فترة طويلة أصبح واضحًا أن استمرار الحرب في غزة لا يساعد على تحرير المخطوفين الإسرائيليين، بل على العكس ربما يؤدي إلى أن حماس تزداد إصرارًا على تنفيذ شروطها لإطلاق سراحهم، حيث كانت الفرضية الإسرائيلية أن الضغط العسكري على حماس سيجبرها على الخضوع والقبول بصفقة لتحرير الرهائن الإسرائيليين وفقًا للشروط الإسرائيلية، لكن ما حدث كان عكس ذلك.
المعضلة الصعبة وغير المسبوقة التي تقف أمامها إسرائيل هي؛ هل يجب الدفع قدمًا بصفقة مع "حماس"، تتخللها تنازلات كبيرة، وتحرير آلاف النشطاء من حماس ووقف الحرب لتحرير الرهائن الإسرائيليين؟ خاصة في ظل الضغوط التي تمارسها عائلات المختطفين والاحتجاجات التي يقومون بها.
خلاف داخل إسرائيل
عاد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إلى تكرار ادعاءاته أنه ما من سبيل سوى مواصلة الضغط العسكري على "حماس"، من أجل عقد صفقة تبادل جديدة، ولن يتحقق الأمر من دون استمرار هجمات الجيش. بعض كبار الضباط يشارك الوزير رأيه، لكنه أقل يقينًا منه، في معظم الحالات.
بعض الوزراء في مجلس الكابينت المصغّر يؤيدون وقف إطلاق النار لحل مسألة تحرير المخطوفين، في حين أن الوزراء الباقين مقتنعون بأن استمرار الحرب فقط هو الذي سيجبر "حماس" على الموافقة على صفقة تبادل.
معضلة إسرائيل
الضربة القوية التي تلقتها إسرائيل يوم 7 أكتوبر، حيث أسفر هجوم حماس عن قتل حوالي 1200 إسرائيلي، ردت عليها إسرائيل بحرب قوية وعنيفة– تستمر حتى اليوم- أسفرت عن قتل الآلاف من نشطاء حماس، وذلك بحسب تصريحات الجيش الإسرائيلي.
ولكن في الوقت نفسه، اعترفت إسرائيل بأنه لا يمكن تدمير حماس بالكامل بعملية عسكرية، أي مخزن للسلاح للحركة يتم العثور عليه يستبدل بمخزن آخر، وكل قائد كتيبة يقتله الجيش الإسرائيلي هو أيضًا يُستبدل. من أجل ضمان عدم حدوث ذلك فإن مسار القوة العسكرية يحتاج إلى قوة أكبر بكثير، وفي حينه ومع اعتبارات الميدان المعقد في غزة، فإن الضحايا من المدنيين ستكون أرقامًا أكبر من ذلك بكثير، مما يورط إسرائيل أكثر وأكثر.
مطالب حماس وأزمة إسرائيل
مطالب "حماس" بوقف الحرب وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من القطاع، بالإضافة إلى وعود إسرائيلية بعدم تجديد الحرب بعد تحرير الرهائن، هي مطالب كبيرة بالنسبة لإسرائيل، وهناك شكوك في أن تقبل بها حكومة نتنياهو التي تراها كخضوع واستسلام.
من ناحية أخرى، سيعني أن إسرائيل لم تحقق أهداف الحرب التي رسمتها في بداية المعركة، وهي القضاء على قدرات حماس العسكرية واغتيال قياداتها، وحفظ قوة الردع الخاصة بالجيش الإسرائيلي.
من ناحية أخرى، فهناك تقديرات أن قبول إسرائيل بشروط حماس ووقف إطلاق النار في ظل هذه الظروف سيشجع حزب الله على خوض مواجهة إسرائيل، فيما أن المعركة مع حزب الله ستكون أشد وأعنف، فالحزب يمتلك أكثر من 150 ألف صاروخ، جزء منها صواريخ دقيقة لدرجة أنها تستطيع إصابة أهداف استراتيجية في عمق إسرائيل.