دور العبادة في غزة.. من رموز الأمل إلى أهداف عسكرية
تحولت دور العبادة في غزة إلى أهداف عسكرية بدلًا من كونها رموزًا للأمل والمقاومة، فقد استُهدف أكثر من 378 مسجدًا و3 كنائس منذ بداية الحرب الأخيرة على غزة، وفقًا لبيان أصدرته حركة حماس، الخميس الماضي، وقد دُمّر منها 157 مسجدًا بالكامل و246 مسجدًا بشكل جزئي.
وبهذا انتهك جيش الاحتلال بوضوح القوانين والأعراف الدولية الخاصة بحماية أماكن العبادة أثناء النزاعات المسلحة، كما طال الدمار مزارات تاريخية إسلامية في غزة.
وفي ظل استمرار حملات القصف الإسرائيلية، تتحول رموز الأمل في غزة إلى أهداف عسكرية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي.
*تنص المادة 18 من القانون الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية على: "لكل إنسان حق في حرية الفكر والوجدان والدين بما يشمل حريته في أن يدين بدين ما، واعتناق أي دين أو معتقد يختاره، وحريته في إظهار دينه أو معتقده بالتعبد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم بمفرده أو مع جماعة، وأمام الملأ أو على حدة".
رئيس رابطة علماء فلسطين: العدو مفلس
في ذلك الإطار، تحدث عدد من المتخصصين، فكانت البداية مع مصطفى شاور، رئيس رابطة علماء فلسطين، إن العدو مفلس ولا يقاتل إلا في قرى محصنة بعدما عجز عن المواجهة على أرض الميدان، مشبهًا جيش الاحتلال بـ "جيش أبرهة الحبشي".
وأكد شاور، في حديثه أن سبب ما يقوم به الاحتلال إيقانه بأن دور العبادة هي منبع التربية والحصن الذي تخرج منه رجال المقاومة لقتالهم، وكانوا سببًا في كسر هيبتهم أمام العالم.
عضو المجلس الثوري: لن نتراجع عن محاسبة الاحتلال
وتحدث ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن المساجد والكنائس التي تعرضت للدمار، كان المواطنون يستخدموها للفرار من القصف الجوي وقذائف المدفعية الإسرائيلية، بالمخالفة للقوانين الدولية.
وأكد دلياني، في حديثه أنهم لن يتراجعوا عن إعلام العالم كله بجرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يمارسها جيش الاحتلال في غزة، ولن يثنيهم شئ عن محاسبة دولة الاحتلال وقيادتها على مسؤليتهم عن جرائم الحرب التي ترتكبها في قطاع غزة المكلوم.
مرصد حقوق الإنسان: "الاحتلال" يربط صراعه بأبعاد دينية
أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن استهداف دولة الاحتلال المتكرر لدور العبادة في غزة مرتبط تحريض مسؤولين رسميين إسرائيليين يربطون بين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ونبوءة أشعيا، وهو نبي من القرن 8 ق.م، يؤمن اليهود بأن بعض نبوءاته ستتحقق، والتي على رأسها "عودة اليهود إلى أورشليم وإعادة بناء هيكل سليمان"، وهو ما ذكره "نتنياهو"، في خطاب متلفز، 25 أكتوبر الماضي.
وناشد الأورومتوسطي الأمم المتحدة، محاسبة دولة الاحتلال على هجماتها البربرية على دور العبادة، باعتبارها مخالفة للمواثيق والأعراف الدولية، وما يحدثه من تأثير على المدنيين، باعتبار ذلك يشكل جرائم حرب.
بعض المساجد والكنائس المدمرة
في النهاية، قمنا برصد أبرز المساجد والكنائس التي تم تدميرها