هنا أبومروات.. «الدستور» تنفرد بزيارة منجم الذهب المُكتشف حديثًا فى الصحراء الشرقية
زارت «الدستور» منجم الذهب الجديد الذى أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية، الأربعاء الماضى، عن اكتشافه فى منطقة «أبومروات» بالصحراء الشرقية، وتنشر صورًًا حصرية للموقع.
وشهد المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، الأربعاء الماضى، توقيع عقد استغلال خام الذهب والمعادن المصاحبة فى منطقة «أبومروات» بالصحراء الشرقية، بين هيئة الثروة المعدنية، وشركة «أتون مايننج» الكندية.
وقدمت الشركة الكندية كشفًا تجاريًا للذهب فى منطقتى «حمامة غرب» و«رودروين»، اللتين تقعان فى منطقة امتياز «أبومروات»، على مساحة تقدر بنحو ٥٨ كم، بعدما أعلنت عن «نتائج مشجعة» بعد أخذ عينات سطحية من المنطقة خلال الأشهر الماضية.
وأعطت هذه النتائج دعمًا كبيرًا لبرنامج الحفر الإقليمى فى المنطقة، حيث تم جمع العينات من تكويناتها الجيولوجية، فكشفت عن وجود ذهب بجودة ممتازة وكميات كبيرة من الاحتياطيات.
ووصف تون فاك، رئيس مجلس إدارة شركة «أتون ريسورسز» الكندية، الكشف الجديد للذهب فى منطقة «أبومروات»، بالجيد، وإن لم يكن من أكبر الاكتشافات فى مصر، مشيرًا إلى سعى الشركة لأن يكون هذا الكشف بداية قوية لمزيد من الاكتشافات الأخرى فى مناطق امتيازها، حيث تؤكد الدراسات والأبحاث الجيولوجية وجود نتائج مبشرة سترفع من حجم احتياطى الذهب فى المنطقة.
وأضاف «فاك»: «مصر تعتبر واحدة من الدول ذات الإمكانات الهائلة فى مجال التعدين»، مشيرًا إلى أن شركته تلعب دورًا بارزًا فى دعم الاقتصاد المصرى، من خلال الاستثمار الاستراتيجى فى هذا القطاع.
وأوضح أن من بين المشاريع البارزة التى تعمل فيها «أتون ريسورسز» مشروع استكشاف منجم الذهب فى منطقة «حمامة» بالصحراء الشرقية، التى تعتبر واحدة من أهم المناطق التعدينية فى مصر، وتتضمن ترسبات غنية من الذهب والمعادن الأخرى، وتجرى الشركة عمليات استكشاف شاملة باستخدام أحدث التقنيات لتحديد وتقييم الاحتياطيات المعدنية المحتملة.
وأضاف: «الشركة تتمتع بعلاقات قوية مع الحكومة المصرية وهيئة الثروة المعدنية، وتعمل بشكل وثيق مع الجهات الأخرى والمجتمعات المحلية لتحقيق التوازن بين الاحتياجات التنموية والحفاظ على البيئة والتراث الثقافى».
ونبه إلى أن الشركة تعمل أيضًا على تنفيذ برنامج حفرى فى عدة مناطق أخرى، من بينها منطقة «ويست جاريدا»، التى تقع على بعد حوالى ٣ كيلومترات فقط من منطقة «حمامة» الغربية، التى تخضع لاختصاص الشركة، مضيفًا: «بناءً على الأبحاث الجيولوجية فى تلك المنطقة وأعمال الحفر التى تمت تبيّن وجود متوسط يصل إلى ٤١ جرامًا من الذهب لكل طن فى إحدى الآبار».
وأشار إلى أن الشركة تقوم أيضًا بأعمال استكشاف فى مناطق أخرى، منها منطقة «أبوجهاريش»، التى تقع على بعد حوالى ١٦ كيلومترًا شمال شرق منطقة الاستكشاف الرئيسى للشركة فى «رودروين».
وكشف عن أنه تم التخطيط لبرنامج مؤقت يضم ٢٨ حفرة، بإجمالى مساحة ٤٠٤٠ مترًا فى «أبوجهاريش»، التى يعتقد أنها تحمل تشابهًا مع رواسب منجم «السكرى»، ذى المستوى العالمى، خاصة بعد أن تم جمع عينات سطحية مكثفة فى هذه المنطقة.
وأضاف أنه تم تصميم برنامج آخر، يشمل ١٧ حفرة بإجمالى ٣٦٠٠ متر فى منطقة «سمنة»، التى بدأت أعمال الحفر فيها بالفعل، وتقع على بعد حوالى ١٠ كيلومترات شمال غرب «أبوجهاريش»، وتتميز بتاريخ طويل من التنقيب عن الذهب خلال العصور القديمة والحديثة، إذ يعود تاريخها إلى فترة الفراعنة قبل أكثر من ٤٥٠٠ عام.
وأفاد بأنه تم اكتشاف منطقة تعدين «رودروين» فى نهاية عام ٢٠١٧، وتعتبر منطقة امتيازها أول اكتشاف للذهب الجديد فى مصر، منذ ما يقرب من ١٠٠ عام، وقد تم العثور على كميات كبيرة من الذهب على سطح التربة فى هذه المنطقة، ما يجعلها واحدة من المناطق المميزة التى سيتم الإعلان عن الكشف التجارى عنها قريبًا.
وعن منطقة امتياز «حمامة» قال رئيس الشركة الكندية إنه تم اكتشاف عدد كبير من عروق الذهب على سطح التربة، ويمكن القول بشكل عام إن التعدين فى المنطقة يتضمن عدة أنواع من المعادن بمختلف المستويات، بما فيها الذهب والفضة والنحاس والزنك، ما يشير إلى وجود إمكانات استثمارية كبيرة فى المنطقة.
وقال الخبير التعدينى خالد كمال إن الكشف التجارى الذى أعلنت عنه وزارة البترول والثروة المعدنية، خلال الأيام الماضية، فى منطقة «أبومروات» بالصحراء الشرقية، يؤكد للعالم أن مصر بها موارد تعدينية غنية، كما يفتح شهية الشركات العالمية للاستثمار بها.
وأضاف أن الاكتشاف الأخير فى «أبومروات» ليس الوحيد، حيث تتمتع هذه المنطقة بوجود مناطق غنية بالمعادن كانت معروفة حتى منذ عصر الفراعنة، مشيرًا إلى وجود منطقة «سمنة» داخل امتياز «أبومروات»، وهى مليئة بالكنوز الذهبية وتحمل إمكانات واعدة، مؤكدًا أنه «من المتوقع الإعلان قريبًا عن اكتشاف ضخم للذهب فى تلك المنطقة».
وشدد على أن مصر تضم عددًا من المناطق الواعدة للتعدين فى الصحراء الشرقية، فى مرسى علم وأسوان وسفاجا والقصير والبحر الأحمر، متوقعًا أن يتم قريبًا الإعلان فيها عن اكتشافات جديدة ومناجم ذهب على غرار منجم «السكرى».
ولفت إلى أن تلك المناطق تمتد ضمن المزايدات العالمية التى طرحتها مصر فى السنوات الأخيرة، والتى تعمل بها حاليًا شركات عالمية، كما تم التأكد من وجود احتياطيات ضخمة من الذهب سيتم الإعلان عنها بعد الانتهاء من أعمال البحث والاستكشاف، خاصة فى مناطق مثل: مناجم النوبة ولوتس ووادى دارا، وغيرها.