الشيخ رمضان .. حكاية "كفيف" يصلح الأجهزة الكهربائية في سوهاج
في إحدى قرى محافظة سوهاج بمركز المراغة يجلس شيخ كفيف حرم من نور البصر، لكن عوضه الله بنور البصيرة، لم يستسلم لإعاقته وقرر أن ينجح في مزاولة مهنة، عجز عنها المبصرون وتعلم إصلاح الأجهزة الكهربائية لأهالي قريته.
الشيخ رمضان كما يلقبه أهالي قريته، رجلا بسيطا من قرية الشيخ شبل بمركز المراغة شمال محافظة سوهاج يجلس في منزلة المتواضع يصلح الأجهزة الكهربائية والغسالات لأهالي قريته منذ سنوات عديدة.
يحكي“ رمضان عبد الرؤوف ”حكايته وكيف بدء في تعلم إصلاح الأجهزة الكهربائية حيث قال: بدأت العمل منذ عام ١٩٩٨ بتصليح أجهزة الراديو وضبط إشارته بتدريب ابن خالي، ثم عرض علي العمل معه بتجربة تصليح الغسالات العادية وبدأت بتركيب سير المروحة ثم تعلمت تركيب المراوح والمواتير والصيانات الأخرى، ومن هنا بدأ الأهالي الثقة في إرسال مراوح المكتب والسقف والغسالات والراديو وباقي الأجهزة.
وأضاف أنه مع مرور الوقت أصبحت مهنته التي يكسب رزقه ويصرف منها، شاكرا لله الذي فتح بصيرته للعمل وكسب قوت يومه بدلا من أن يعيش على مساعدات الآخرين.
سماه أهالي قريته بالشيخ لأنه يصلى الخمسة أوقات في المسجد ومع حفظة أجزاء من القرآن الكريم وعذوبة صوته حتى قدمه الأهالي ليؤم الناس في الصلاة.
تقول أم محمد إحدى جاراته ومن زبائنه " ينصلح عند الشيخ رمضان من سنين مشفناش منه غير أمانته واللي معانا بندفعه واللي مش معانا بيصبرلنا عليه والحقيقة الشيخ رمضان احنا بننسى أنه كفيف عشان ناصح ويصلح الأجهزة والراديو كويس" بهذا الأسلوب القروي البسيط تحدثت الست أم محمد صاحبة الـ٦٠ عاما عن جارها الشيخ رمضان.
وعن أسرته يقول الشيخ رمضان إنه لديه أربعة أبناء من الذكور وبنتان، منهم من أنهى تعليمه ومنهم في الدراسة.