مصر المفترى عليها
أكذوبة المعبر وأن مصر توصده في وجه الجرحى من الفلسطينيين أكذوبة والتفافة ساذجة لا يمكن أن تنطلي على أحد ولن تنطلي مهما روج لها المزايدون المغرضون ولهم في مزايداتهم مآرب أخرى.
فهؤلاء حتمًا متصهينون لأنهم يريدون غسل أيادي الاحتلال من دماء الأبرياء وتبرير جرائمهم ورميها على الجانب المصري، الذي تكبد وظل صابرًا مرابضًا مصرًا على إدخال المساعدات وشاحنات الإغاثة لأهلنا في غزة.
وظلت تلك المساعدات والشاحنات لساعات، بل لأيام تنتظر كي تسمح لها إسرائيل بالمرور، ورغم كل ذلك ظلت مصر على موقفها حتى أدخلت المساعدات الإنسانية، بل الوقود اللازم لعمل المستشفيات وفرق الإغاثة، في حين كانت ترفض إسرائيل دخول المساعدات وتحديدا الوقود وأصرت مصر على إدخال كل ذلك، بل ساومت الصهاينة فرفضت عبور الأجانب من المعبر إلا بعد السماح بإدخال المساعدات لأهلنا في القطاع المحاصر وظلت مصر صابرة مثابرة وموقفها الإنساني الحاسم أبدًا لم يتزعزع.
وأدخلت بالفعل المساعدات إلى غزة واستقبلت الجرحى والمصابين من القطاع ليتلقوا العلاج في مستشفيات مصر وشاهد العالم كله جرحى غزة وفلسطين وضحايا الاحتلال على أسرة المستشفيات المصرية بالصورة والصوت، وليعلم القاضي والداني قيام إسرائيل ليس فقط بمنع دخول المساعدات والوقود إلى غزة، بل قام الصهاينة بضرب شاحنة تحمل المساعدات من غذاء ودواء بعد السماح لها بالدخول! وقصف أخرى تحمل المياه وثالثة تقل الجرحى، وبالتالي قصف الصهاينة لمصر ثلاث شاحنات! بل قصف الكيان المعتدي حدوده مع مصر ٦ مرات دون أي اندهاش.
فالصهاينة لا عهد لهم ولا ميثاق أو مبدأ؛ حتى إن الأمين العام للأمم المتحدة الذي جاء إلى مصر بنفسه ووقف على باب المعبر الذي كان مفتوحًا من الجانب المصري مناشدًا الصهاينة ليسمحوا بدخول المساعدات لغزة دون جدوى.. فالالتفاف والكذب والتدليس، مبدأ الصهاينة؛ ناهيك عن خطابات التهديد المستمرة من الكيان المجرم لمصر ومشروع الكيان المعلن لتهجير اأهل القطاع والتوغل في السيطرة على ما تبقى من أرض فلسطين واحتلالها واستيطانها وتوطين الصهاينة فيها، بل الرغبة في السطو على سيناء المصرية ونقل الصراع والحرب لأرض مصر، متذرعين بحماس والرغبة في القضاء عليها.
واليوم وبتبجح يحسدون عليه يتهمون مصر بغلق المعبر ويصدرونها للعالم - بتدليس وكذب لا مثيل لهما - بأنها شريك في حصار غزة وإبادة الفلسطينيين! فهم دائما ما يعيدون إنتاج الكذبة وتصديقها وتصديرها للآخر والإلحاح عليها وتكرارها؛ كي تصبح أمرًا واقعًا تفرضه بالقوة والبلطجة والصوت الزاعق وتتفنن في إنتاج الكذب وإعادة تدويره وتصدقه هي ليصدقه الاآخرون ممن يتبنون تلك الرواية الساذجة الآثمة، في حين أنهم هم مقترفو تلك الإبادة بلا أدنى شك، ومارسوا جميع وشتى أنواع الجرائم وحدهم وتحت أعين وآذان العالم الذي لم يستطع حتى الآن إجبار البلطجة الإسرائيلية على وقف عدوانها الآثم، ووقف إطلاق النار واستهداف المدنيين والصحفيين والأطفال والنساء وقصف المدارس والمستشفيات، وكل ذلك ليس بغريب أو بجديد على الكيان الكاذب الاندهاش الآن من سذاجة وفجر من يصدق تلك، الأكاذيب والادعاءات ويبررها ويروج لها ومن يعتقد بأن للصهاينة مصداقية!
كيف تصدق صهيونيا إلا إذا كنت مثله أو تنتمي إليه وتناصره وتتبنى ما يتبناه من كذب.. فإن كان الأمر كذلك فلتعلن عن ذلك بشكل واضح وجلي بدلا من ترديد ونشر الأخبار المغلوطة والكاذبة وإعادة إنتاج الكذب والترويج له وترديده!
فإن كنت مغرضًا أو ساذجًا أو بغبغانًا، فليس لك مكانًا على أرضنا.. فلتنصرف وتغرب وتغيب عنا وعن وادينا الطيب.. اذهب وصب غليلك وانتقامك على المجرم الذي يستحق ذلك وهو حتمًا وبلا جدال الكيان الصهيوني الذي تغسل أنت له الآن أياديه الملطخة بالدماء أيها الساذج أو المغرض، وفي الحالتين ليس لك مكان بيننا.. مكانك الحقيقي بينهم هم وإلى جانبهم هم.. فمن يصدق الصهاينة فهو منهم، أما نحن فلم نفرط ولن نفرط ولم نتقاعس عن تقديم وبذل ومنح كل ما هو مستطاع، ولا نريد أو ننتظر من أحد جزاءً أو شكرًا فقط كفوا أياديكم عن مصرنا وابتعدوا ومن لديه خلل في بوصلته الوطنية أو الإنسانية أو الفطرية، فعليه بعلاج نفسك بنفسه فالحماقة تعيي من يداويها ولن تنزلق مصر لتلك الهوة ولن تداوي مصر حماقات الحمقى والمغرضين.. فمصر تتحدث دومًا عن نفسها وماضيها وحاضرها يتحدثان عنها اليوم والتاريخ سينصفها ويذكرها في سيره المستقبلية.. فمصر أبدا لم تفرط في القضية الفلسطينية ولم تفرط في حقوق الشعب الفلسطيني وقدمت من أجل فلسطين الدماء والأموال لمساعدة المستضعفين وإغاثة الملهوفين العطشى الجرحى المكلومين في أرضهم وأنفسهم وذويهم في فلسطين المحتلة من الصهاينة لا من مصر! والتي لم تكن ولن تكون أبدًا شريكًا في احتلال أو حصار أو إبادة الشعب الفلسطيني كما تروج الرواية الصهيونية الكاذبة لتبرر ما لا يبرر وتتذرع وتتنصل من جرائمها ومن الدماء التي تلوث أياديها وتاريخها منذ أكثر من ٧٥ عامًا
لقد صرخ العالم كله وحذر من تصفية القضية الفلسطينية ولم تسمح مصر بذلك وأعلنتها صربحة مدوية وقالت (لا) لتصفية القضية.
ورفضت تهجير الفلسطينيين تهجيرا قسريا ورفضت طردهم وإخراجهم من ديارهم عنوة ورفضت توطينهم في أرض ليست بأرضهم ونزعهم من جذورهم ليستولي الصهاينة على ما تبقى من أراضي فلسطين العزيزة الغالية التي قدمنا من أجلها شهداء سقطوا من أجلها في حروب عدة خضناها وخاضها جيش مصر بشرف واستبسال وسالت دماؤه على أرض فلسطين وأرض سيناء التي استردها رجالنا بالدم وبالعرق ثم بالمفاضات.
فحاربنا عندما كتب علينا القتال وهو كره لنا وجنحنا للسلم وتوكلنا على العزيز الذي لا يقهر بعد استردادنا الأرض التي حررت من أيادي المحتل الذي ما زال يحتل أرض فلسطين الحبيبة ويدفع أهل غزة وفلسطين الآن دفعًا للحدود المصرية ليتركوا لهم أراضيهم ويخلفونها وراءهم! لكن فطنة ويقظة مصر تقف لكل تلك المخططات بالمرصاد ولن يفل في عضض مصر كل تلك الأكاذيب والشائعات التي تروج، فالكلاب تعوي وقافلة الوطن تسير للأمام وسيشهد التاريخ على مواقف مصر الثابتة والراسخة تجاه القضية الفلسطينية وتجاه أرض سيناء المحررة التي يعتبرها الجيش المصري خطا أحمر لا يمكن تجاوزه أو التفريط فيه أو المساومة عليه أو قبول أي ضغوط أو ابتزاز بشأنه.. فثوابت مصر ثوابت وطنية وتاريخية لا تتغير ولا تتزعزع وليقول من يريد أن يقول ما شاء.. فمصر بالنسبة لنا هي أحب وأجمل الأشياء وهذه ليست شيفونية، بل استحقاق اكتسبته مصر على مر السنين وواجهت من قبل أممًا وممالك هزمت ولم تهزم مصر، بل كانت دومًا صامدةً في وجه العدوان والملمات، فمصرنا أقوى من الزمان وتعلو دومًا فوق الأكاذيب والشائعات ومن يرددها أو يروج لها.