هل تُحَاسب إسرائيل على جرائمها من “العدل الدولية”؟
قال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي أخذ على عاتقه ضرورة وجود أفق سياسي حقيقي للقضية الفلسطينية، لأن الصراع الدائر لن يفضي إلا لدائرة عنف مفرغة، لا تستطيع أي دولة حلحلة المشكلات المعقدة والمركبة التي تنتج عنها.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية لقناة "إكسترا نيوز"، أن الدولة المصرية تؤكد دائمًا وأبدًا على ثوابت مصر في إيجاد حل شامل وعادل وفقًا لمقررات الشرعية الدولية ومجلس الأمن، والتاريخ شاهد على ذلك، لافتًا إلى أن قطاع غزة تعرض لأكثر من 5 اعتداءات متكررة كانت مصر الدولة الأولى لإطفاء الحرائق، ووقف إطلاق النار.
لماذا انفردت جنوب إفريقيا بإقامة الدعوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية؟
وعن سبب انفراد جنوب إفريقيا بإقامة الدعوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، قال فارس، إن جنوب إفريقيا من أكثر الدول التي عانت الفصل العنصري والصراعات الدينية والإثنية والطائفية، لذا سعت بشكل كبير لرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني، نتيجة أن جنوب إفريقيا لديها ثوابت فيما يخص حقوق الإنسان، والعمل على وقف الإبادة الجماعية، حيث ارتكبت إسرائيل كل أنواع الجرائم التي يندى لها الجبين، وهو ثابت في مذكرة قُدمت من الفريق القانوني لجنوب إفريقيا في 84 ورقة، ارتكبت جرائم إبادة جماعية بشقيها المادي والمعنوي، ارتكاب جريمة واضحة بالقتل الممنهج، والركن المعنوي بوجود علم وإرادة سياسية لتنفيذ الجرائم، وتحقق ظرف مشدد وهو استمرار القتل الممنهج.
وأردف: "هذه الدعوى من الممكن أن تؤدي إلى وضع إسرائيل لأول مرة في قفص الاتهام، لكن لن تكون هناك أحكام صادرة ضد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، لذا لا بد من تحرك موازٍ لإدانة نتنياهو أمام المحكمة الجنائية الدولية، فتكون إدانة إسرائيل كدولة، وإدانة نتنياهو كشخص مسئول".
ولفت إلى أن محكمة العدل الدولية تفتقر إلى آلية التنفيذ، بالإضافة إلى عدم توفر إرادة سياسية دولية، لأن حكم العدل الدولية لا بد أن يذهب لمجلس الأمن ليقوم بتنفيذها، وهناك ستصطدم بالفيتو الأمريكي الرافض إدانة إسرائيل ويوفر لها حماية سياسية.
وأكد أن محاكمة إسرائيل أمام العدل الدولية ليست إجراء شكليًا وإنما إجراء معنوي، لتأكيد أن نتنياهو وحكومته قاما بقتل أكثر من 23 ألف فلسطيني وهو سبة في جبين الإنسانية، وهذه المحاكمة ستسبب إحراجًا شديدًا للرئيس الأمريكي جو بايدن والإدارة الأمريكية.