مزارع أسماك العباسة تفتح أبواب الخير لأهالي الشرقية
تشهد محافظة الشرقية في هذا الوقت من العام، بدا موسم صيد الأسماك في معمل بحوث الثروة السمكية بالعباسة، وهو فريد من نوعه على مستوى محافظات مصر.
وتجولت“ الدستور”، داخل المزارع السمكية في قرية العباسة بمحافظة الشرقية، للتعرف على طقوس مواسم الصيد، ومهام معمل البحوث الفريد من نوعه والذي كان له يد في وضع مصر في صدارة الترتيب العالمي للدول أعلى إنتاج الأسماك، ومع شروق الشمس، تميت مرافقة الصيادين لأماكن الصيد، لتتبع عملية الصيد وخطوات فرز الأسماك بأنواعها، ومراحل جمع الأسماك في رحلته كاملة حتى الوصول ليد المستهلك.
ومع بداية الصيد في الساعات الأولى من النهار، يقوم الصيادون بطرح الشباك في المياه، وإخراج السمك بأنواعه، ثم طرحه على طاولات خشبية كبيرة تمهيدا للفرز.
وأثناء عملية الصيد، تحدث الدكتور "محمد أبو العطا" وكيل المعمل المركزي لبحوث الثروة السمكية والبحوث ورئيس قسم صحة الأسماك ورعايتها، ورئيس المجموعة التقنية للأكمات علي مستوى الشرق الأوسط، قائلا إن هذا المكان يتضمن عدة أقسام متنوعة جميعها يهدف لتنمية واستدامة الاستزراع السمكي، لافتا إلى أن هذا الصرح البحثي له قيمته الفريدة على مستوى مصر بل ودوليا.
وأضاف في حديثة لـ "الدستور": إنه يتم إجراء البحوث والفحوصات على الأسماك التي يتم صيدها، لإيجاد الحلول للمشاكل التي تحدث من نفوق أو إصابات للأسماك.
عملية الصيد
بعد تجهيز الأحواض المائية والبدء في عملية الاستزراع السمكي وتغذية الأسماك، أكد أبو العطا أنه لا يمكن أن تبدأ عملية الصيد مباشرة، إلا بعد أخذ عينات عشوائية بصفة مستمرة ودورية حتى يتم التأكد من وصول الأسماك للحجم التسويقي ليتم البدء في عملية الصيد.
وأضاف وكيل المعمل المركزي، أن عملية الصيد تكون في الساعات الأولى من الصباح بحيث تكون درجات الحرارة تكون ملائمة، ويتم تجهيز الأحواض بطريقة انسيابية معينة بحيث تتجمع الأسماك في المكان المحدد ويبدأ عمال الصيد في اصطياد الأسماك عن طريق الشباك المخصصة لذلك ويتم تجميع كميات الأسماك في مياه نظيفة.
والتقط الحديث الدكتور "سيد ابو الفتوح"، قائلا انه عقب إتمام عملية الصيد تأت عملية الفرز والتدريج، حيث يتم فرز كل نوع من انواع السمك، وتدريجه حسب الحجم والنوع، لافتا إلأى أن أهم الانواع التى يتم صيدها هى البلطى بأنواعه واحجامه، والبورى، والمبروكة والسيلفر.
وقال أبو الفتوح، إن البلطى "النيلى ”هو النوع المفضل لأغلب أهالى مصر، ويتميز بوجود 13 خط أسمرعلى الذيل، والبلطى“ الزلى ”او الاخضر، والذى يفضله أهالى المناطق الساحلية، والبلطى الجليلى وغيرهم، اما عن عائلة البوريات فيوجد منها عدة انواع، والسيلفر هو سمك كبير الحجم يتم مغالطة الجمهور احيانا وبيعه على أنه“ قروص ”ولكنه يقدر سعر الكيلو منه ب40 ج تقريبا، وبعد إتمام عمليات الصيد يتم تجفيف الاحواض وتطهيرها، استعدادا لبدء اوقات صيد جديدة.
يذكر أن موسم الصيد مستمر عدة اشهر، بمعامل العباسة بدائرة مركز أبوحماد محافظة الشرقية، والذى يقع على مسافة 70 كم شمال شرق القاهرة ومسافة 25 كم شرق مدينة الزقازيق، وعلى بعد 80 كم من البحر الأبيض المتوسط.
وفى عام 1978 تم توقيع الإتفاقية بين وكالة التنمية الأمريكية USAID والجانب المصرى ممثل فى وزارة الزراعة لإنشاء مشروع تنمية المزارع السمكية فى جمهورية مصر العربية، وقد صدر القرار الجمهورى لاعتماد الأتفاقية برقم 70 لسنة 1979، وقد بدء تنفيذ الأعمال الإنشائية للمشروع اعتبارا من عام 1981. وبدء الأستزراع التجريبى اعتبارا من 27 يناير 1986.
تم اختيار المكان بناء عن دراسات مشتركة من جانب وزارة الزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة الدولية ووكالة التنمية الأمريكية USAID. تم الأنضمام الى مركز البحوث الزراعية فى 12 نوفمبر1991، بهدف تنمية صناعة الاستزراع السمكي والتكامل مع الإنتاج النباتى والحيوانى، والعمل على تحقيق التطوير والتنميه فى مجال الاستزراع السمكي من خلال البحوث والتدريب