ما طائرات كواد كابتر التى تكثف إسرائيل نشرها فى سماء القطاع؟
ما يحدث الآن من مجازر في قطاع غزة على يد الاحتلال الإسرائيلي، يدلل على امتلاك الأخير كمية ضخمة من الأسلحة المتطورة سواء بريًا أو على المستوى الجوي، والذي تستخدمه بكثرة في حربها الحالية على القطاع.
وتمطر يوميًا قوات الاحتلال الإسرائيلي سماء القطاع بوابل من القنابل والتفجيرات، إلى جانب الطائرات التي تستهدف المدنيين، والمؤسسات الحيوية التي تساعد على إنقاذ الجرحى مثل المستشفيات.
كواد كابتر تغزو سماء غزة
واتساقًا مع ذلك، تغزو طائرات "كواد كابتر"(Quadcopter) المسيّرة في الآونة الأخيرة سماء غزة، التي تتعرض لعدوان إسرائيلي، مستهدفة المدنيين الفلسطينيين والبنى التحتية، بعدما حولها الاحتلال من طائرات مسيرة للتصوير إلى سلاح جوي استخباري.
وتتميز مسيّرات "كواد كابتر" من حيث الشكل بأنها رباعية المروحيات وصغيرة الحجم، لا يتجاوز قطرها مترًا واحدًا، وتصميمها يشبه المروحيات، كما أنها سهلة البرمجة، وتسير إلكترونيًا عن بُعد.
وتتسم كواد بقدرتها على المناورة الجوية، حيث تؤدي حركات معقدة من غير تدخل بشري، وتصل سرعتها القصوى إلى 60 كيلومترا في الساعة، فضلًا عن قدرتها في الانفجار ذاتيًا بواسطة الجهة المتحكمة بها، ويمكنها تنفيذ اغتيالات بدقة عالية، ولها قدرة على تحديد أهدافها بدقة ويمكنها ضرب تلك الأهداف عن بُعد.
وتحتوي مسيرات "كواد كابتر" على أدوات تنصت دقيقة جدًا، يمكنها القيام بمهام عسكرية إضافية، كإطلاق النار وحمل قنابل، ويمكن تحويلها إلى طائرة مسيّرة انتحارية.
فما تلك الطائرات "كواد كابتر" وكيف تستخدمها إسرائيل فى حربها الحالى؟
تقوم طائرات كواد كابتر بعمليات نوعية تختلف بين الانتحارية والاستطلاعية، إلى جانب عمليات نوعية ومهام متعددة، لكونها صغيرة الحجم ويتم تسريبها إلكترونيا من بُعد، لذلك تكون مهمتها تنفيذ عمليات دقيقة للغاية.
وخلال الفترة الأخيرة لوحظ تعمد استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي لها في حرب طوفان الأقصى، لكون الاحتلال يرسلها من أجل اغتيال شخصيات فلسطينية بعينها، لذلك فهي تؤدي مهمة دقيقة للغاية.
تدخل طائرات كابتر في المباني والمناطق الحضرية والتحليق فوقها وفي الأماكن الضيقة التي لا يستطيع البشر الدخول إليها، ويستخدم الاحتلال تلك الخاصية في رصد تحركات المقاومة الفلسطينية المختبأة في تلك المباني.
إلى جانب تنفيذ عمليات اغتيال ضدهم أو على الأقل جمع معلومات عن المقاومة بسبب احتوائها على أجهزة تصنت، وذلك من أجل شن عمليات وغارات أكثر قسوة على قطاع غزة، فهي ذات مهمات مختلفة وتكتيكية.
ظهور كابتر فى طوفان الأقصى
ظهرت كابتر أكثر من مرة خلال معركة طوفان الأقصى الحالية، حيث استخدمها الاحتلال في غارات داخل شارع صلاح الدين وكذلك التجمعات السكنية والمنازل، وشوهدت في محيط مستشفى شهداء الأقصى ودير البلح وسط قطاع غزة.
وفي العام 2019 استطاع الاحتلال الإسرائيلي اغتيال أحد قيادات سرايا القدس باستخدام طائرات مسيرة من طراز "كواد كابتر"، وهو القيادي والمسئول العسكري الثاني في سرايا القدس بهاء أبو العطا.
وعرف ذلك الأمر من خلال التحقيقات التي رصد تحليق طائرات كواد فوق منزل أبو العطا وذلك قبل اغتياله بساعات قليلة، لذلك أشارت أصابع الاتهام في ذلك الوقت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي اغتال القيادي في سرايا القدس باستخدام تلك الطائرات.
وكذلك عاد الاحتلال لاستخدام تلك الطائرات في مايو العام 2021 خلال معركة سيف القدس، من أجل تنفيذ عمليات اغتيال برفقة راجمات الصواريخ ورصد وتتبع قيادات حركة المقاومة الفلسطينية حماس والتربص بهم من أجل اغتيالهم.