محمد جادالله يكتب: كبسولة فلسفية.. العصر الهللينى
اشتمل تاريخ الفكر الفلسفي على خمس محطات كبرى، الفلسفة المصرية القديمة نسبة للحضارة الفرعونية، ثم الفلسفة اليونانية، ثم الفلسفة الوسيطة، وهي التي تضم الفلسفة المسيحية والإسلامية، ثم الفلسفة الحديثة، وأخيرًا الفلسفة المعاصرة. ولكننا سنتحدث في كبسولتنا هذه عن الفلسفة اليونانية بشقها الأول وهو العصر الهلليني.
عزيزي القارئ تمتد الفلسفة اليونانية من القرن السادس قبل الميلاد وحتى القرن السادس بعد الميلاد. ولطول هذا الخط الزمني، قام المؤرخون بتقسيمها إلى حقبتين، وذلك لسهولة البحث والدارسة، وأطلقوا على هاتين الحقبتين؛ الحقبة الهللينية Hellenic) – باليونانية: Ἑλληνικὴ) والحقبة الهللينستية Hellenistic) – باليونانية: Ἑλληνιστικh). إلا أننا سنقصر حديثنا في هذه الكبسولة عن الحقبة الأولى فقط، حتى نفرد لها المساحة التي تستحقها.
إن الحقبة الهللينية تسمى أيضًا بالعصر الكلاسيكي، وهي الفترة التي تمتد مٌنذٌ بداية ظهور الفكر اليوناني، أي مٌنذٌ القرن السادس قبل الميلاد وحتى القرن الرابع قبل الميلاد، وتنقسم هذه الفترة إلى عدد من المدراس الفلسفية، كان لظهورها فضل السبق في البحث والتفكير الفلسفي آنذاك.
ووفقًا إلى تشريح المؤرخون لهذه الفترة وتقسيمها، تبين لنا أن فلسفة ما قبل سقراط وهي تمتد من القرن السادس وحتى القرن الخامس قبل الميلاد، تضم المدارس الآتية: المدرسة الإيونية أو الملطية، وبها: طاليس، أنكسيمندروس، انكسمانيس، هرقليطس، المدرسة الفيثاغورية، المدرسة الإيلية، إكسنوفان، بارمنيدس، زينون. كما تضم، المدرسة الذرية وأهم أعلامها: ديمقريطس، المدرسة التوفيقية للقرن الخامس: إيمبذوكليس، انكساغورس. وأيضًا المدرسة السفسطائية وأهم أعلامها: بروتاغورس، جورجياس، انديفون، بروذيكوس، إبييس.
ثم تأتي مرحلة سقراط Σωκράτης (469 – 399) ق.م، ويليه أفلاطون Πλάτων (347 – 427) ق.م، وتنتهي هذه الفترة بظهور أرسطو Ἀριστοτέλης (384 – 322) ق.م. وبوفاة أرسطو تكون قد طويت أول صفحة من صفحات التاريخ الفلسفي اليوناني، ولكن ليس معنى ذلك أن الإبداع الفلسفي قد توقف بعد أفلاطون وأرسطو، كما يزعم البعض من أشباه الدارسين والباحثين، إلا أن الوضع على العكس من ذلك تمامًا، وهو ما سنراه في كبسولتنا القادمة مع الحقبة الهللينستية.