بعد خروجها للمعاش.. "أم ياسر" تتطوع للعمل بالمجان بحديقة أبو تيج (صور)
"العشرة متهونش على ولاد الأصول" مثل شعبي رسخ قواعده في حياة "أم ياسر" تلك السيدة المصرية البسيطة التي كرست حياتها لعملها حتى بعد خروجها على المعاش، فظلت تتوجه إلى مقر عملها وتقوم بدورها المعتاد دون كلل أو ملل أو مقابل.
تستيقظ السيدة نوال أمين عبد الرحيم صاحبة الـ65 عامًا أو كما يطلق عليها البعض "أم ياسر" يوميًا في تمام الساعة الـ6 صباحًا لتستعيد لانطلاق يومها وتذهب إلى مقر عملها بحديقة ناصر أو حديقة الحيوان بمدينة أبو تيج بمحافظة أسيوط، وذلك على مدار 30 عامًا من العمل المضني دون كلل أو ملل حتى ترك الزمن أثاره على ظهرها الذي انحنى ووجهها الذي امتلئ بالتجاعيد ولكنه لم يستطع التأثير على ابتسامتها التي تراها مرتسمة على وجهها كلما صادفتها.
تذهب يوميًا للعمل بالحديقة بالمجان
حين تذهب إلى حديقة ناصر بمركز أبو تيج لا يسعك إلا أن تلاحظ هذه السيدة المسنة بجلبابها البسيط وجسدها الواهن وابتسامتها الدافئة وهي تحمل أدوات النظافة أنها "أم ياسر" تلك السيدة المسنة التي ضربت أروع المثل في الإخلاص والتفاني في العمل.
عملت "أم ياسر" على مدار 30 عامًا عاملة نظافة بحديقة ناصر بمدينة أبو تيج ليقول العمر كلمته وينتهي مدة خدمتها ببلوغ سن المعاش لتضرب أم ياسر المثل وتثبت أن العمر مجرد رقم والعشرة متهونش على ولاد الأصول لتقوم على مدار 5 أعوام متواصلة من العمل التطوعي داخل الحديقة للحفاظ على نظافتها ورونقها وجمالها.
وتقول "أم ياسر" أن حديقة ناصر "الحيواني" بعامليها وروادها هم عائلتي الثانية، ويكفيني منهم المحبة التي يغمرونني بها ودعواتهم الدائمة بالصحة والستر، وأضافت: "أنا أخدت على الشغل، ولو قعدت في البيت هتعب، والعمل التطوعي ثوابه عظيم، والحديقة جزء من حياتي مقدرش أوقفها بعد العمر ده كله".
وقالت "أم ياسر" أحضر إلى الحديقة يوميًا من الساعة 8 صباحًا حتى الساعة 2 ظهرًا، أقوم خلالها باسطحاب مقشتي وابدأ في نظافة الممرات والمناطق الزراعية، مضيفة "حب الناس نعمة من ربنا، وأنا عايشة في حب الناس بقالي سنين" ولا أستطيع التخلي عنهم، هذا بالإضافة إلى أن العمل التطوعي وخاصة إسعاد الآخرين له ثواب عظيم عند الله، ومعظم المترددين على الحديقة يعلمونني ودائمًا ما يحضرون لي لإلقاء التحية وتقديم الدعوات وسط سعادة وحب من الجميع.