بلينكن يناقش حرب غزة وتوسع الناتو مع أردوغان في تركيا
يناقش وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، حرب غزة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم السبت، قبل أن يتوجه إلى جزيرة كريت لمعالجة المخاوف اليونانية بشأن البيع الوشيك للطائرات المقاتلة الأمريكية إلى أنقرة.
وكان بلينكن وصل إلى إسطنبول في وقت متأخر من أمس الجمعة، في المحطة الأولى من جولة تشمل زيارة كل من إسرائيل والضفة الغربية ومصر والأردن وقطر ودول أخرى في المنطقة.
وهذه الجولة الرابعة التي يقوم بها بلينكن منذ بداية الحرب في غزة قبل ثلاثة أشهر، وتأتي مع تزايد المخاوف من أن الصراع سيشمل مساحات واسعة من الشرق الأوسط.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية: "إن بلينكن سيضغط على إسرائيل لزيادة المساعدات للفلسطينيين والانتقال إلى مرحلة قتال تسمح للنازحين ببدء العودة إلى منازلهم".
وأضاف المسؤول: "أن معظم المناقشات مع الزعماء العرب ستركز على احتواء العنف والنظر في كيفية حكم المنطقة بمجرد انتهاء القتال، حسب صحيفة "ميلي ميل" الماليزية.
وكانت إسطنبول بمثابة قاعدة لزعماء حماس السياسيين، قبل هجمات “طوفان الأقصى” التي شنتها الحركة الفلسطينية على إسرائيل، حيث طلبت أنقرة منهم المغادرة بعد أن تم تصوير بعضهم بالفيديو وهم يحتفلون بالهجوم الذي وصف إعلاميًا بـ"الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل".
ممولي حماس
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أمس عن مكافآت بقيمة 10 ملايين دولار أمريكي (46.5 مليون رينجيت ماليزي) للحصول على معلومات حول خمسة عملاء أجانب مزعومين لحركة حماس - يعتقد أن ثلاثة منهم متمركزون في تركيا - يُعتقد أنهم يساعدون في تمويل الجماعة الفلسطينية.
وردت تركيا هذا الأسبوع باعتقال 34 شخصا يشتبه في تخطيطهم لهجمات ضد الفلسطينيين والتجسس لصالح جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد.
وبدأ أردوغان في تخفيف حدة تصريحاته بعد أن اتصل الرئيس الأمريكي جو بايدن الشهر الماضي بالزعيم التركي للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب.
في هذا السياق أشارت صحيفة "ميلي ميل"، إلى أن هذه الدعوة ساعدت في دفع “التقدم البطيء” الذي حققته تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، في قبول انضمام السويد إلى منظمة الدفاع التي تقودها الولايات المتحدة في أعقاب الحرب الروسية على أوكرانيا.
ووافقت لجنة برلمانية على طلب السويد في أواخر ديسمبر. ويعتقد بعض المحللين أن مكالمة بايدن ضمنت أيضًا اجتماع بلينكن المزمع مع أردوغان.
التأكيدات
ويأمل بلينكن في الحصول على ضمانات خلال محادثاته مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان وأردوغان بأن التصويت في المجلس بكامل هيئته سيتم قريبا.
موافقة جميع دول الناتو مطلوبة حتى يتمكن الأعضاء الجدد من الانضمام إلى كتلة الدفاع.
وقد ضاعف الناتو بالفعل طول حدوده مع روسيا عندما رضخت تركيا وقبلت فنلندا، جارة السويد، بالانضمام إلى الحلف العام الماضي.
وتمكن أردوغان من استخدام حق النقض الذي تتمتع به تركيا لإجبار السويد على اتخاذ موقف أكثر صرامة مع الجماعة الكردية في ستوكهولم التي تعتبرها أنقرة "إرهابية".
ويحاول أيضًا جعل موافقة السويد مشروطة بتسليم الولايات المتحدة 40 طائرة مقاتلة أمريكية من طراز F-16 وما يقرب من 80 مجموعة تحديث للقوات الجوية التركية المتقادمة.
وتدعم إدارة بايدن رسميًا عملية البيع، لكنها لم تتمكن من التغلب على مقاومة الكونجرس من المشرعين الذين أعربوا عن قلقهم بشأن موقف تركيا من السويد والمواجهات العسكرية السابقة مع منافستها التاريخية اليونان.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر هذا الأسبوع: "لقد أوضحنا أننا لا نعتقد أن البيع... يجب أن يكون مرتبطًا بانضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي، لكن هناك أعضاء في الكونجرس لديهم رأي مختلف وقد ربطوا بين الأمرين".
ومن المقرر أن يسافر بلينكن إلى جزيرة كريت اليونانية في وقت لاحق اليوم لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس.
وقاومت اليونان بشدة مبيعات الطائرات الأمريكية بسبب نزاعاتها الإقليمية الطويلة الأمد مع تركيا في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط الغنية بالطاقة.
وتسعى أثينا إلى شراء مجموعة من طائرات إف-35 الأكثر تقدمًا من الولايات المتحدة لمواجهة التهديد التركي المتصور.
