كيف يتم تحديد موعد الاحتفال بعيد الميلاد المجيد؟
تنطلق في السابعة من مساء السبت احتفالات المسيحيين بعيد الميلاد المجيد، فيسمى الأقباط الأرثوذكس احتفال عيد الميلاد المجيد بـ"قداس العيد".
إذ يترأس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، صلوات قداس عيد الميلاد، مساء اليوم السبت الموافق ٦ يناير ٢٠٢٤، وسط أجواء من الفرحة والبهجة فى كاتدرائية «ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية الجديدة، بمشاركة واسعة من كبار رجال الدولة والنواب والمسئولين، وحضور للرئيس عبدالفتاح السيسى، لتقديم التهنئة.
التاريخ الميلادي
من جهته، قال كيرلس كمال، الباحث الكنسي، في تصريحات خاصةً لـ"الدستور": إنه فى عام 525م قام الراهب ديونيسيوس إكسينوس بدعوة بأن يكون التقويم اليولياني يعد من سنة ميلاد المسيح وتكون هذه السنة هى سنة1 ميلاديًا بدلًا من أن السنوات تعد من سنة تأسيس روما، واعتمد على رواية تقول إن المسيح تمت ولادته في سنة 28 لأغسطس قيصر، وبما أن أغسطس تولي الحكم سنة 727 من بناء روما إذن تكون سنة ميلاد المسيح هي سنة 753 لتأسيس وبناء روما، ومن هذه السنة يجب أن تكون هى سنة 1 ميلاديًا، ونظرًا لأن سنة تأسيس روما غير دقيقة، فتعد هذه البداية غير دقيقة على كلٍ فإنهم اعتبروا أن سنة 753 لبناء روما هي سنة 1 ميلاديًا، وأستطاع هذا الراهب الروماني أن ينجح في دعوته هذه في سنة 535م، واعتبروا التقويم اليولياني هو تقويم ميلادي نسبةً لميلاد السيد المسيح، الذي حسبه هذا الراهب، كما أن الإمبراطور جوستنيان اعتمد هذا التقويم الميلادي في الإمبراطورية الرومانية الشرقية.
التقويم الغريغوري
وتابع: ينسب هذا التقويم إلى البابا غريغوريوس الثالث عشر الروماني "1572: 1585"، حيث قال هذا البابا إن موعد عيد القيامة غير مضبوط، كما تم تحديده في مجمع نقية، وقدر هذا الفرق بين ما تم تحديده في مجمع نقية والعام الذي عصر فيه على هذا الاختلاف هو 10 أيام، فقام بعمل تقويم جديد، واعتبر أن يوم 5 أكتوبر سنة 1582 م هو يوم 15 أكتوبر سنة لعام 1582م، وهو فارق 3 أيام كل 400 سنة، ورغم أن هذا التقويم الذي قام به بابا روما من أجل عيد القيامة إلا أن نتيجته أثرت على موعد عيد الميلاد أيضًا، وأدي لحدوث اختلاف حول موعد عيد الميلاد بين الكنائس الشرقية التي تعتمد على التقويم القبطي أو اليولياني، والكنائس الغربية التي اعتمدت التقويم الغريغوري، ومن هذا التاريخ ظهر تقويمين، التقويم الغريغوري، والذي أطلقوا عليه التقويم الغربي، لأنه ظهر في غرب أوروبا وعملت به إيطاليا ثم فرنسا وإسبانيا والبرتغال، لكن ظل الشرق خصوصًا الكنيسة الروسية الشرقية وجورجيا تعمل بالتقويم اليولياني الذي ما زال يعمل به حتى الآن.
تاريخ عيد الميلاد المجيد
وأوضح: لم نعلم على وجه الدقة متى بدأ الأحتفال بعيد الميلاد المجيد، ولكن ما وصل إلينا أنه من القرون الأولى بدأ يعيد بهذا العيد مع عيد الابيفانيا، وهوعيد الظهور الإلهي في 11 طوبة، وهو ما كان يقابل يوم 6 يناير، وكان الدافع لضم عيد الميلاد مع الغطاس لأن الغنوسيين كانوا بيعتبروا أن المسيح ظهرعلى الأرض فى اللحظة الذي تمت عماده فيها، وأنه صار منذ هذه اللحظة الإنسان يسوع المسيح، لأن الغنوسيين يرفضون فكرة الميلاد الجسدي، واعتبروا أن لحظة عماده هي بداية تجسده، لأنهم يعتبرون أن جسد المسيح ليس من طبيعة الأجساد البشرية بل من الطبيعة السمائية، لذلك اهتمت الكنيسة للاحتفال بعيد الميلاد، لتوضح أن المسيح ولد من العذراء مريم بجسد بشري كامل متحدًا بلاهوته بغير اختلاط أو امتزاج أو تغير.
فصل عيد الميلاد عن عيد الغطاس
وأضاف: كانت النسطورية سببًا قويًا لفصل عيد الميلاد عن الغطاس، وجعل عيد الميلاد عيدًا مستقلًا بذاته، للتأكيد على الاتحاد الأقنومي في شخص السيد المسيح، وإعلان أمومة السيد العذراء لشخص ربنا يسوع المسيح، وبأن السيدة العذراء هى والدة الإله المتجسد، ومن سيرة البابا بنيامين الأول البطريرك 38 يتضح أن عيد الميلاد كان يعيد به ثلاثة أيام ويبدأ من يوم 29 كيهك، ولقد أكد البابا خريستوذولوس السادس والستون أن صوم الميلاد كان يتبع فى الكنيسة، وهذا واضح من القانون الذي وضعه، الذي ينص على أن يصام صوم الميلاد مدة 43 يومًا، وكان ذلك في القرن الحادي عشر، وأن يعيد بعيد الميلاد في التاسع والعشرين من شهر كيهك.
تحديد موعد عيد الميلاد للكنيسة القبطية الأرثوذكسية
وتابع: بالرجوع للمصادر الليتروجية القديمة أمثال ابن كبر وابن سباع وقوانين ابن العسال سنجد أن الكنيسة تعيد بعيد الميلاد المجيد يوم التاسع والعشرين من شهر كيهك، وحتى قوانين البابا خريستوذلوس السادس والستين قانون رقم 18 أشار إلى أن عيد الميلاد يوم 29 كيهك، وكان قديمًا هذا العيد يأتي حسب التقويم اليولياني يوم 25 ديسمبر، لكن بعد التعديل الذي قام به البابا غريغوريوس الثالث عشر أصبح يأتي عيد الميلاد يوم 7 يناير، لكن بدأت هذه الاختلافات تتضح أكثر بعد ما عملت بمصر بالتقويم الغربي الغريغوري بسبب الديون التي كانت على مصر.
وما زال يوم 29 كيهك يوافق 25 ديسمبر في التقويم اليولياني المستخدم حاليًا في كنيسة روسيا وعدد من الكنائس، وفي الوقت الحالي تعيد كنيسة روسيا وعدد من الكنائس معنا في نفس اليوم.