بعد اغتيال العارورى.. تحركات إسرائيلية عاجلة وتوقف مفاوضات الهدنة واستنفار حزب الله
استهدف هجوم إسرائيلي تجمعًا لقيادات حركة حماس في بيروت أمس الثلاثاء، ما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن سبعة أعضاء من الحركة بما في ذلك أحد الأعضاء المؤسسين الأكثر نفوذًا، وهو نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري، وفقًا لمسئولين أمنيين لبنانيين وفلسطينيين، ما أرسل موجات من الصدمة عبر الشرق الأوسط مع توقف مفاوضات الهدنة والإفراج عن المحتجزين التي استمرت أسابيع، وبدأت إسرائيل في تحركات عاجلة تحسبًا لأي رد من حزب الله، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
مخاوف من تداعيات مقتل العاروري في الشرق الأوسط
وأفادت "وول ستريت جورنال" بأن الانفجارات القوية هزت أحد أحياء بيروت مساء أمس الثلاثاء، ما أسفر عن استشهاد صالح العاروري، أحد مؤسسي الجناح العسكري لحركة حماس، ونائب رئيس مكتبها السياسي، ومهندس عملية طوفان الأقصى، حيث تسببت الانفجارات في تطاير الزجاج المحطم وأجزاء من السيارات في الشوارع بالقرب من أحد متاجر الحلويات الشهيرة في المدينة.
وتابعت الصحيفة أنه بالرغم من محاولة إسرائيل التنصل من الحادث، ولكن تعهد مسئولي الاحتلال بملاحقة قادة حماس في جميع أنحاء العالم يؤكد أن إسرائيل وراء الاغتيال، ويبدو أن انفجار الثلاثاء هو أول توسع مميت لحربها خارج قطاع غزة، التي أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 22 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال.
وأكدت "حماس" وفاة العاروري، في بيان، ورفض جيش الاحتلال الإسرائيلي التعليق على الانفجار إلا أن المتحدث باسم الجيش أكد أنهم اتخذوا إجراءات عاجلة لمواجهة أي تصعيد متوقع من حزب الله.
ونسبت إذاعة الجيش الإسرائيلي الهجوم إلى إسرائيل، وأشاد داني دانون، النائب الإسرائيلي الذي شغل منصب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، بالجيش والموساد لتنفيذ الهجوم.
بينما قال رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، إن بلاده ستقدم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي، متهمًا إسرائيل بانتهاك سيادة البلاد.
وأفادت الصحيفة بأن الاغتيال تسبب في إفساد جهود إسرائيل الكبرى لتأمين صراح أكثر من 100 محتجز، حيث علقت حماس المفاوضات التي تجرى في القاهرة لأجل غير مسمى.
وقال مسئولون عسكريون إسرائيليون إنهم يستعدون لهجمات انتقامية من حزب الله وحماس في لبنان، الذي كان مصدرًا لهجمات شبه يومية عبر الحدود منذ أوائل أكتوبر.
وأفادت الصحيفة بأن الهجوم العسكري على بيروت من شأنه أيضًا أن يعقد الجهود الأمريكية للتوسط في إنهاء دبلوماسي للقتال بين إسرائيل وحزب الله، حيث تحاول إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن التوصل إلى اتفاق مع حزب الله، لسحب قواته في لبنان من الحدود الإسرائيلية، بعد تنفيذهم أكثر من 200 هجوم أسفرت عن مقتل ستة جنود إسرائيليين على الأقل وأربعة مدنيين.
مخاوف من اشتعال جبهة حرب جديدة بين لبنان وإسرائيل
وأشارت الصحيفة إلى أن القادة الإسرائيليين تعهدوا مرارًا بتنفيذ حملة ضربات جوية عقابية في لبنان إذا لم يوقف حزب الله هجماته، وأثار هجوم يوم الثلاثاء مخاوف جديدة من أن الجماعة المدعومة من إيران سترد بضربات صاروخية أعمق على إسرائيل، وقبل انفجار يوم الثلاثاء، تعهد زعيم حزب الله، حسن نصر الله، بالرد على أي هجوم إسرائيلي على القادة الفلسطينيين في لبنان.
وتابعت أنه بعد الانفجار، وصف حزب الله الضربة بأنها هجوم خطير على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته من شأنه أن يؤدي إلى رد فعل شديد، وقال الحزب، في بيان له: "إننا في حزب الله نؤكد أن هذه الجريمة لن تمر دون رد وعقاب، هذا اليوم المهم له عواقب".
وقالت إدارة بايدن إنها تراقب التقارير المتعلقة بوفاة العاروري، وتعهد المسئولون الأمريكيون بالمضي قدمًا في الجهود الدبلوماسية لحل الصراع، وأعربوا عن أملهم في ألا يؤدي الحادث إلى رد فعل استفزازي من حزب الله.