لماذا أقحم الإعلام الإسرائيلى تونى بلير فى مخطط التهجير؟
أصدر توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، بيانا نفى فيه تقارير إسرائيلية تحدثت عن دور له في تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول أخرى، ووصفها بـ"الكذب".
وقال مكتب بلير، في البيان، إنه لم يتصل به أحد من وسائل الإعلام الإسرائيلية التي نشرت هذه التقارير، وأنه لم يطرح أو يناقش مثل هذا الموضوع مع أي جهة، وأن الفكرة ذاتها "خاطئة من حيث المبدأ"، لأن سكان غزة يجب أن يعيشوا في أرضهم.
وأكد بلير في البيان أنه ما زال ملتزما بحل الدولتين كأساس للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأنه يسعى إلى تنشيط عملية السلام بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين.
وكانت وزارة الخارجية الفلسطينية قد عبرت عن قلقها من التقارير الإسرائيلية التي زعمت أن بلير يرأس فريق عمل للإخلاء الطوعي للفلسطينيين من غزة، واعتبرتها "عملا معاديا للشعب الفلسطيني وحقوقه في أرضه ووطنه، وانتهاكا صارخا للقانون الدولي".
من جانبه، يقول الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير أعلن رسميًا كذب وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي تلعب دور في محاولة تسريب الشائعات بصورة كبيرة.
وأضاف فهمي، تكرار تلك التقارير المفبركة يلزمنا بأن نكون حذرين في تناول الأخبار التي تخرج عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية، خاصة بعد إعلانهم عودة عدد من سكان القطاع في الشمال والوسط وهذا غير صحيح فما زالت تلك مناطق عمليات عسكرية ولم تشهد أي تطورات.
وأوضح فهمي، أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تعمل خلال إطار يسعى للزج بأسماء دولية كبيرة، لتعكس صورة كاذبة أن هناك من يدعمهم ويساندهم في مخطط تهجير الشعب الفلسطيني.
وتابع: “توني بلير بعيد عن المشهد السياسي، وهو نفى ذلك، الشائعات هدفها محاولة خلط الأوراق باستدعاء شخصيات دولية للتسويق لفكرة التهجير، إضافة إلى التأكيد على وجود رواية إسرائيلية باستمرار فكرة التهجير الفلسطيني من قطاع غزة، وهي فكرة محل انتقادات كبيرة من سواء كانت من قبل الأطراف الدولية والإقليمية”.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية: “في تقديري حرب الشائعات الإسرائيلية خلفها أجهزة تعمل بهدف بث معلومات مضللة عبر وسائل الإعلام الرسمية والحكومية ووسائل التواصل الاجتماعي ويجب الحذر منها بطبيعة الحال”.
يذكر أن وسائل إعلام إسرائيلية زعمت أن بلير زار إسرائيل سرًا الأسبوع الماضي، والتقى برئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع غانتس، وناقش معهما خطة لتهجير الفلسطينيين من غزة، وقال مصدر مقرب من بلير لصحيفة “جيروزاليم بوست” إن هذه الادعاءات “غير صحيحة على الإطلاق”، وأن بلير “لم يجر أي محادثة بهذا الشأن، ولن يقبل بمثل هذا الاقتراح”.
وأوض المصدر أن بلير ما زال ملتزما بحل الدولتين كأساس للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
