"الدستور" فى معايشة لموسم مراقبة وصيد الطيور المهاجرة بالشرقية: "رقصة المذبوح" (صور)
تتميز محافظة الشرقية بالتنوع في معالمها واختلاف أشكال السياحة فيها، ما بين فرعونية وإسلامية وقبطية وتراثية وريفية، بالإضافة إلى أنها تعد من أهم محطات استقبال الطيور المهاجرة في مصر، إذ تتمتع بـ 3 برك طبيعية، تكون مهبطا للطيور الهاربة من صقيع أوروبا في موسم الهجرة.
معايشة لأجواء الصيد
في معايشة لأجواء مراقبة الطيور المهاجرة وممارسة رياضات الصيد، انتقلت عدسة "الدستور" إلى "بركة النصر" وهي أكبر البرك الطبيعية الموجودة بالمحافظة، برفقة ممارسي هواية الصيد للتعرف على كيفية استقبال المحافظة لهذا الحدث المتكرر كل عام.
بركة النصر مساحتها شاسعة، إذ تبلغ 1741 فدانا، وهي ضمن 3 برك معروفة في الشرقية هي "النصر وأكياد وعنان"، وتستقبل الطيور المهاجرة هربا من صقيع أوروبا كل عام، وتكون محط لأنواع كثيرة من البط المهاجر مثل "الشرشير والبلبول والظى والسماري وغيرها"، وقد استأجرها نادي الصيد المصري عام 1962، وتوقفت عام 1967 بسبب ظروف العدوان على مصر وبعد حرب أكتوبر استأنفت نشاطها واستمرت حتى الآن. وتم تطويرها بإنشاء استراحات وملاعب بمساهمة من نادي الصيد بالتنسيق مع وزارة البيئة لتسهيل تواجد الصيادين أو الوفود القادمة.
الدكتورة رشا حسن رأفت، مدير الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة بالشرقية، تقول إن بركة النصر هي إحدى 3 برك طبيعية، تزخر بها المحافظة وتعتبر إحدى المحطات المهمة والأساسية في مراقبة وصيد الطيور المهاجرة، لافتة إلى أن محافظة الشرقية تمتاز بالبرك الطبيعية والحرف الإبداعية، الموجودة التي تجعلها في صدارة الموسم السياحي الريفي.
وأضافت في تصريحات صحفية خاصة لـ"الدستور" أنه قد تم افتتاح الموسم لهذا العام بحضور قيادات المحافظة وقيادات السياحة في مصر وكبرى شركات السياحة وقيادات نادي الصيد المصري، لتسويق المنتج السياحي الريفي.
وتابعت إن الموسم يبدأ في منتصف نوفمبر أو أول ديسمبر وينتهي في منتصف مارس، مؤكدة أنه يتم التنسيق مع وزارة البيئة لموعد بدء الموسم وتحديد كميات الصيد وأنواع البط الذي يتم اصطياده ولكن هناك حرية في مراقبة ومشاهد جميع أنواع الطيور المهاجرة بما فيها الطيور النادرة.
وفي حديثه، قال أحمد الشيمي، عضو لجنة الصيد في نادي الصيد المصري، إن بركة النصر موجودة منذ عهد الملك وقبل عهد الملك، لافتا إلى أن نادي الصيد قد قام باستئجارها منذ عام 1962.
وأوضح أن آلية الصيد تتم عن طريق قيام كل صياد بالنزول في "لبدة" وهي عبارة عن برميل، يتم الحفر وزرعه بمساواة سطح الأرض، يقوم الصياد بالنزول داخله، ثم يطلق مشرف المجموعة طلقة الانطلاق، ثم يقوم كل صياد بعملية الصيد متخفيا داخل اللبدة، مع ضرورة ارتداء الملابس المموهة، أو الرداء الداكن اللون، وعدم ارتداء ألوان ظاهرة أو فاقعة تخيف البط وتمنعه من الاقتراب والنزول.
وأكد الشيمي أنه يتم إجراء سحب أو قرعة، قبل بداية الموسم بأسبوع أو اثنين، ويتم إجراؤها على أماكن "اللبد" المميزة، فيكون كل صياد على علم بمكانه المقرر النزول فيه للصيد قبل بداية الموسم، موضحا أنه يتم إجراء سحب آخر قبل النزول للصيد مباشرة، على أماكن اللبد التي تعذر على أصحابها الحضور.
وأشار إلى أن الغرض من عملية الصيد هو إشباع هواية ورياضة الصيد، في المقام الأول، أو بالوراثة قائلا: لقد ورثت الصيد عن والدي وورثها والدي عن جدي، موضحا أن هدف الصياد مختلف عن الآخر فمنهم من يقوم بالصيد للحصول على البط كطعام، ومنهم من يمارسه كرياضة أو هواية، ومؤخرا وخاصة بعد ظهور إنفلونزا الطيور، فإن الهدف من الصيد أصبح له أغراض بحثية، بناء على بروتوكول تعاون مع وزارة البيئة.
فيما قال محمد ندا، المشرف العام على بركة النصر، إن موسم الصيد، يبدأ في ديسمبر وينتهي نصف أو أواخر شهر مارس، مؤكدا أن البط في ذلك الوقت يهرب من الصقيع في بلاد أوروبا ويأتي مهاجرا، وأن بركة النصر هي أحد أكبر مسارات هجرة الطيور.
وأضاف أنه يتم السماح بصيد البط بأنواعه فقط، مع منع صيد أي أنواع أخرى، وإن أشهر الأنواع القادمة في الهجرة هي الشرشير ولبلبول والسمارى والخضارى والظى وغيرهم.
وتابع أن الصيادين يخرجون للصيد بعد صلاة الفجر مباشرة، وتستمر عملية الصيد حتى 11 صباحا تقريبا، وذلك كل جمعة حتى انتهاء الموسم في منتصف مارس أو أول أبريل.