هل تدفع حرب غزة الشرق الأوسط لاتجاه أكثر خطورة فى 2024؟
أكد بول سالم، الرئيس والمدير التنفيذي لمعهد الشرق الأوسط في واشنطن، أن الحرب في قطاع غزة تهدد استقرار الشرق الأوسط وتدفع المنطقة إلى اتجاه أكثر خطورة في عام 2024، مما يتطلب قيادة مسئولة لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
هدوء ما قبل حرب غزة
وقال بول سالم في مقال له في صحيفة ذا ناشيونال، إنه قبل اندلاع الحرب بين إسرائيل وغزة في السابع من أكتوبر، كان قسم كبير من الشرق الأوسط يتحرك في اتجاه وقف التصعيد، وتمت إعادة انضمام سوريا إلى جامعة الدول العربية، وعمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على تحسين العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر، بالإضافة إلى ذلك، كانت واشنطن تساعد في دفع العديد من منصات التعاون الإقليمي إلى الأمام، مثل تجمع I2U2 (بما في ذلك الهند وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة)، ومشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا ومنتدى النقب.
الاضطراب يضرب المنطقة بعد حرب غزة
وتابع بول أنه كانت هناك أيضا بعض التوترات حيث استمرت الحروب الأهلية في ليبيا وسوريا واليمن في الغليان دون حل، والأمر الأكثر إثارة للقلق هو اندلاع حرب أهلية جديدة في السودان.
وكانت هناك -كذلك- أوضاع اقتصادية صعبة في البلدان المستوردة للطاقة والتي تفاقمت بسبب أعباء الديون المرتفعة، وارتفاع أسعار الفائدة، وارتفاع معدلات التضخم وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وكان لبنان قد انزلق بالفعل إلى الانهيار الاقتصادي الكامل، واستمر شلله السياسي والاقتصادي حتى عام 2023.
وفي إسرائيل، تولت الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ ذلك البلد السلطة مع بداية العام وهي حكومة بنيامين نتنياهو.
حرب غزة تُشعل الشرق الأوسط فى 2024
وتابع أن عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حماس في السابع من أكتوبر والحرب الإسرائيلية الواسعة النطاق والمستمرة على غزة، كانتا سببًا في وضع المنطقة في اتجاه خطير وأكثر تصعيدًا، حيث أدى الهجوم إلى أكبر عدد من الخسائر في تاريخ إسرائيل الحديث، وأدى الانتقام المستمر في غزة إلى أسوأ خسائر في الأرواح وتهجير للفلسطينيين منذ نكبة عام 1948.
وأشار إلى أنه سرعان ما انقسم الرأي العام في مختلف أنحاء المنطقة، مع تأييد الرأي العام العربي والإسلامي التعاطف مع الفلسطينيين والعداء تجاه تصرفات إسرائيل، واتجاه الرأي العام الإسرائيلي نحو اليمين.
كما تصاعد الصراع إلى ما هو أبعد من فلسطين وإسرائيل، وبالكاد تمكنت الولايات المتحدة من ثني إسرائيل عن شن هجوم واسع النطاق على حزب الله المدعوم من إيران في لبنان في وقت مبكر من الصراع، وكان تبادل إطلاق النار عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية هو الأعلى منذ عام 2006 لذا وقوع واستمرار الحرب في عام 2024 أمر لا يزال مرتفعًا.
وحذر بول من مخاطر التصعيد الإقليمي في 2024، وقال إذا انتهت الحرب بتجدد الاحتلال الإسرائيلي لغزة وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، فإن الزخم نحو المزيد من التطبيع مع إسرائيل قد يتباطأ وسيتشدد الرأي العام العربي ضدها.
وأشار إلى أنه في الوقت نفسه سوف تواجه الولايات المتحدة رياحًا معاكسة في علاقاتها الإقليمية، ومن ناحية أخرى، إذا أعقبت الحرب جهود سلام قوية، بقيادة الولايات المتحدة ولكن بضم لاعبين عالميين وإقليميين رئيسيين، فقد يتحول الشرق الأوسط في اتجاه أكثر إيجابية، فيترك المتطرفين والمفسدين على الهامش.