إسرائيل مستمرة فى انتهاكات حقوق الإنسان بالضفة الغربية المحتلة
بالتزامن مع حرب الإبادة الوحشية على قطاع غزة، تقوم إسرائيل بانتهاك حقوق الانسان في الضفة الغربية المحتلة، من خلال الاقتحامات المستمرة لمدن الضفة، واعتقال الفلسطينيين، ومحاصرة المستشفيات واستهداف الطواقم الطبية كما حدث في مخيم جنين ونابلس.
واليوم قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بإقامة حواجز على أطراف المدن في القدس المحتلة لمنع وصول المصلين للمسجد الأقصي المبارك لأداء صلاة الجمعة.
وكشف تقرير للأمم المتحدة عن حالة حقوق الإنسان المتدهورة بشكل متسارع في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، بعد 7 أكتوبر الماضي، ودعا إسرائيل إلى وضع حد لعمليات القتل غير المشروع وعنف المستوطنين ضد السكان الفلسطينيين.
كما دعت الأمم المتحدة لوضع حد فوري لاستخدام الأسلحة العسكرية وأساليب وتكتيكات الوسائل العسكرية خلال عمليات إنفاذ القانون، وإلى وضع حد للاحتجاز التعسفي الجماعي وإساءة معاملة الفلسطينيين، ويطالب برفع القيود التمييزية المفروضة على حرية التنقل.
وأكد التقرير مقتل 300 فلسطيني، من بينهم 77 طفلا، في الضفة الغربية والقدس الشرقية منذ الهجمات التي شنتها حماس وغيرها من الجماعات الفلسطينية المسلحة في جنوب إسرائيل، ومن بين هؤلاء، قتلت القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 291 فلسطينيا، وقتل المستوطنون ثمانية، بينما قتل فلسطيني واحد إما على يد القوات الإسرائيلية أو المستوطنين.
وقبل السابع من أكتوبر، استشهد 200 فلسطيني في عام 2023 في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وهو أعلى رقم منذ بدء سجلات الأمم المتحدة في عام 2005.
كما أضاف التقرير أن هناك زيادة حادة في الغارات الجوية وكذلك في عمليات التوغل التي تقوم بها ناقلات الجنود المدرعة والجرافات في مخيمات اللاجئين وغيرها من المناطق المكتظة بالسكان في الضفة الغربية، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية والمنشآت المدنية.
وأدت هذه التوغلات، التي لا تزال تحدث، الى ارتقاء ما لا يقل عن 105 فلسطينيين، من بينهم 23 طفلا منذ 7 أكتوبر، وحتى اليوم .
قوات الاحتلال تجرد المعتقلين من ملابسهم وتدهس على رؤوسهم
كما اعتقلت القوات الإسرائيلية أكثر من 4700 فلسطيني، من بينهم نحو 40 صحافياً، في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، بعضهم جردوا من ملابسهم وعصبت أعينهم وتم تقييد أيديهم وأرجلهم لساعات طويلة، قام خلالها الجنود الإسرائيليون بالدوس على رؤوسهم وظهورهم، وبصقوا عليهم، وضربوهم بالجدران، وقاموا بتهديدهم وأهانتهم، بالإضافة الى تعرضهم في بعض الحالات للعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي.
كما فرضت السلطات الإسرائيلية قيوداً صارمة وممنهجة على حركة الفلسطينيين في جميع أنحاء الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، حسب التقرير، إذ أغلقت قوات الأمن الاسرائيلية جميع مداخل القرى والبلدات الفلسطينية تقريباً أمام وصول المركبات، وفصلت المدن والبلدات الفلسطينية عن الطرق الرئيسية عن طريق إغلاق منافذ الطرق، ووضع سواترَ ترابية أو حواجزَ إسمنتية.
من جانبه، علق مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، على نتائج التقرير قائلا "إن استخدام التكتيكات العسكرية والأسلحة في سياقات إنفاذ القانون، واستخدام القوة غير الضرورية أو غير المتناسبة، وفرض قيود واسعة على الحركة هي أمور مقلقة للغاية.
وأوضح تورك أن الانتهاكات الموثقة في هذا التقرير هي تكرار لنمط وطبيعة الانتهاكات التي تم الإبلاغ عنها في الماضي في سياق الاحتلال الإسرائيلي الطويل الأمد للضفة الغربية، إلا ان شدة العنف والقمع أمر لم نشهده منذ سنوات.
ودعا تورك إسرائيل إلى اتخاذ خطوات فعالة واضحة وفورية لوضع حد لعنف المستوطنين ضد السكان الفلسطينيين، والتحقيق في جميع حوادث العنف التي يرتكبها المستوطنون وقوات الأمن الإسرائيلية، وضمان الحماية الفعالة للمجتمعات الفلسطينية من أي شكل من أشكال الترحيل القسري، وضمان قدرة المجتمعات الرعوية التي شردت بسبب الهجمات المتكررة من قبل المستوطنين المسلحين على العودة إلى أراضيها"، استطرد المفوض السامي.
وحث المفوض السامي إسرائيل على السماح لمكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بالدخول إلى البلاد، مضيفا أن المفوضية على استعداد لإصدار تقرير سريع مماثل حول هجمات 7 أكتوبر.