اليوم.. الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى البارّة ميلاني رئيسة دير جبل الزيتون
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى البارّة ميلاني التي من روما رئيسة دير جبل الزيتون.
وكانت البارة ميلاني من أثرياء روما وأشرافها. ترمَّلت في الثانية والعشرين من عمرها، وبعد أن وزّعت ثروتها كلّها على المساكين، شادت في القدس، حول سنة 375، ديرًا عاشت فيه 27 سنة، بين جمهور من العذارى المكرَّسات لله.
وهناك أيضاً بارّة ثانية باسم ميلاني، يُحتفل بها اليوم، هي حفيدة الأولى. شادت هي الأخرى ديرًا للعذارى على قمة جبل الزيتون، وعاشت فيه، تدير شؤونه في أعمق الاتضاع، إلى أن انتقلت إلى الحياة الأبدية في 31 كانون الأول سنة 439.
العظة الاحتفالية
وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية: إنّ عندما كان يوحنّا يتكلّم في أيّامه مُبشِّرًا بالربّ، لم يكن يتوجّه بكلامه الى الفرّيسيّين فقط بقوله: "أَعِدُّوا طَريقَ الرَّبّ واجعَلوا سُبُلَه قويمة" فهو لا يزال اليوم يصرخ فينا، يهزّ دويّ صوته صحراء خطايانا. حتّى من بعد خلوده لغفوة الاستشهاد ما زال صوته مدوّيًا اليوم فينا قائلا: "أَعِدُّوا طَريقَ الرَّبّ واجعَلوا سُبُلَه قويمة".
هكذا أوصى يوحنّا المعمدان بإعداد طريق الربّ. فما هي، يا ترى، الطريق التي أعدّها هو للمخلّص؟ لقد رسم يوحنّا تلك الطّريق من أوّلها إلى آخرها، ورتّبها من أجل مجيء الرّبّ يسوع المسيح، لأنّه كان في كلّ لحظة، بسيطًا، ومتواضعًا، ومتقشّفًا ونقيًّا. قال الإنجيليّ واصفًا فضائله كلّها: "وكانَ على يُوحنَّا هذا لِباسٌ مِن وَبَرِ الإِبِل، وحَولَ وَسَطِه زُنَّارٌ مِن جِلْد. وكان طَعامُه الجَرادَ والعَسلَ البَرِّيّ" أيُّ علامة للتواضع لدى نبيّ أكبر من احتقار الملابس الناعمة وارتداء الوبر الخشن؟ أيّ علامة للإيمان أعمق من أن يكون المرء دائم الجهوزيّة للخدمة، وزنّاره حول وسطه؟ هل هناك علامة عن العفّة أكثر إشعاعًا من التخلّي عن ملذّات الحياة ليكون الطعام جرادًا وعسلاً بريًّا؟
كلّ تصرّفات النبيّ تلك كانت برأيي نبويّة بحدّ ذاتها. عندما يرتدي سابق الرّب يسوع المسيح ملابس خشنة من وبر الإبل، ألا يعني هذا ببساطة أنّ الرّب يسوع المسيح بمجيئه، سوف يلبس جسدنا البشريّ، بنسيجه القاسي والخشن من جرّاء خطايا هذا الجسد بالذات؟ إنّ حزام الجلد يعني أنّ جسدنا الضعيف، المائل نحو الرذيلة قبل مجيء الرّب يسوع المسيح، سوف يقوده الربّ نحو الفضيلة.
من جهة اخرى، التقى اليوم، نيافة الأنبا باسيليوس فوزي، مطران إيبارشية المنيا للأقباط الكاثوليك، مسؤولي، وأعضاء مكتبي التعليم المسيحي، ومعهد التربية الدينية بالإيبارشية، وذلك بمقر المطرانية.
حضر اللقاء الأب شنودة شفيق، مسئول مكتبي التعليم المسيحي، ومعهد التربية الدينية بالإيبارشية، والأب يوحنا صموئيل، والأب يوسف غالي، والأخت الراهبة ماري فرانسواز، حيث تمت مناقشة الأعمال، التي أنجزت، خلال الفترة الماضية.
وقدم الأب المطران كلمات التشجيع للحاضرين، واضعًا آليات العمل، لتنظيم أمور الخدمة، خلال الفترة المقبلة، مختتمًا اللقاء بتقديم التهنئة، بمناسبة عيد الميلاد المجيد، والعام الميلادي الجديد.
كما ترأس سيادة المطران جان ماري شامي، النائب البطريركي العام للروم الملكيين الكاثوليك بمصر والسودان وجنوب السودان، قداس عيد الميلاد المجيد، وذلك بكنيسة القديس بطرس، بدبانة، بالإسكندرية.
وألقى سيادة المطران عظة الاحتفال، مؤكدًا أهمية أن نكون نجومًا، وسط عالم مظلم، نجومًا تدل على حضور الرب يسوع، وسط العالم المظلم.
حضر لتقديم التهنئة بالعيد القمص إبرام إميل، وكيل قداسة البابا تواضروس الثاني، بالإسكندرية، والأب بولس عوض، كاهن كنيسة العذراء ومار بولس للأقباط الأرثوذكس، بالحضرة الجديدة، بالإسكندرية.