اليوم.. "المارونية" تحتفل بذكرى الهرب بالمسيح إلى مصر وقتل أطفال بيت لحم
تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى الهرب بالمسيح إلى مصر وقتل أطفال بيت لحم، وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية: إنّ إلى أين تقود الغيرة؟... الجريمة المرتكبة اليوم تظهره لنا: فالخوف من منافس على الملكوت الأرضيّ قد ملأ هيرودس بالحزن؛ فقرّر أن يقتل "مَلِكَ اليهودِ الَّذي وُلِد" (مت 2: 2(، الملك الأزليّ؛ لقد حارب خالقه وقتل الأبرياء... ما الخطأ الّذي ارتكبه هؤلاء الأطفال؟ لقد كانت ألسنتهم خرساء، ولم تَرَ عيونهم شيئًا، ولم تسمع آذانهم شيئًا، ولم تفعل أيديهم شيئًا. لقد تلقَّوا الموت، اولئك الّذين لم يعرفوا الحياة... إنّ الرّب يسوع المسيح يرى المستقبل ويعرف أسرار القلوب، ويحكم على الأفكار ويستقصي النوايا: لماذا تركهم إذًا؟... لماذا أهمل الملك السماويّ الّذي ولد للتوّ، رفاقه الأبرياء، فترك الحرّاس في مكانهم حول مزوده، حتّى أنّ العدوّ الّذي أراد أن يصل إلى الملك دمّر كلّ جيشه؟ .
العظة الاحتفالية
يا إخوتي، لم يترك الرّب يسوع المسيح جنوده، ولكنّه ملأهم فخرًا عندما أعطاهم أن ينتصروا قبل أن يعيشوا، وأن ينتصروا قبل أن يحاربوا... لقد أرادهم أن يمتلكوا السماء بأفضليّة عن الأرض...، لقد أرسلهم أمامه مثل الأبطال. لم يتركهم: لقد خلّص حرّاسه، ولم ينسهم...
طوبى لأولئك الّذين بدّلوا أعمالهم بالراحة، الأوجاع بالعلاج، الآلام بالفرح. إنّهم أحياء، إنّهم أحياء، ويعيشون بحقّ، أولئك الّذين عانوا الموت من أجل الرّب يسوع المسيح... طوبى لتلك الدموع الّتي أراقتها الأمّهات من أجل هؤلاء الأطفال: لقد أردن لهنّ نعمة المعموديّة... فلنرجُ أن يقبل ذاك الّذي تنازل واستراح في مزود أن يقودنا نحن أيضًا نحو المراعي السماويّة.
من جهة اخرى، تحت رعاية غبطة البطريرك يوسف العبسي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك، ترأس سيادة المطران جان ماري شامي، رئيس أساقفة طرطوس شرفًا، والنائب البطريركي العام للروم الكاثوليك بمصر والسودان وجنوب السودان، والأسقف المعاون في بطريركية أنطاكية، قداس تدشين، وتكريس كنيسة القديس يوسف، بفلمنج، بالإسكندرية.
جاء ذلك بمشاركة سيادة المطران جول زريعي، رئيس أساقفة دمياط الفخري، والنائب البطريركي العام للروم الملكيين الكاثوليك بالقدس سابقًا، والأرشمندريت بيو فرح، الوكيل البطريركي بالقاهرة، والإسكندرية، والإكسرخوس جورج بنا، الوكيل البطريركي بالسودان، والأرشمندريت سمير سعادة، ممثل صاحب المدارس بالإسكندرية، والإيكونوموس رفيق جريش، راعي كنيسة القديس كيرلس، بمصر الجديدة، والأب رامز قلليني، ممثل صاحب المدارس بالقاهرة.
شارك أيضًا الأب سليمان كشاشا المخلصي، والأب يوحنا داوود، راعي كنيسة سيدة العناية، بالبوشرية، ببيروت، بالإضافة إلى الأب سمعان جميل، رئيس دير الآباء اللعازريين، بالإسكندرية، والأب فريد مرهج، راعي كنيسة القديسة تريزا المارونية، بالإسكندرية، وعدد من الأخوات الراهبات، والجوقات المجتمعة من كنائس الإسكندرية.
وألقى سيادة المطران عظة الاحتفال بعنوان "والطاعة والانطلاق والخدمة"، كما قدم النائب البطريركي العام، الشكر لجميع القائمين على اليوم، معبرًا عن امتنانه لقيادات محافظة الإسكندرية.
وفي كلمته، هنأ سيادة المطران جول زريعي، سيادة المطران جان ماري شامي، على تدشين، وتكريس الكنيسة، ومن أجل جميع الأنشطة التي يقوم بها بالإيبارشية.
الجدير بالذكر أن الاحتفال كان قد سبقه رسيتال ميلادي، تضمن عددًا من الترانيم الميلادية، قدمها كورال الكنيسة.