إدانة دولية لإسرائيل بعد استخدام «القنابل الغبية».. ما القصة؟
«القنابل الغبية» مصطلح تردد مؤخرًا منذ بدء حرب طوفان الأقصى بين حماس وقوات الاحتلال بعد توجيه اتهامات للأخيرة باستخدام ذلك النوع من الأسلحة والذي يعد أشد فتكًا.
في الأيام الأولى من الحرب، أشارت أصابع الاتهام نحو تل أبيب باستخدامها قنابل الفسفور الحارقة، ورغم الإدانة الدولية لم يكتف الاحتلال بذلك، بل بدأ في استخدام قنابله الغبية المؤثرة.
40% قنابل غير موجهة
رغم الدعم الكامل الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل منذ اليوم الأول في الحرب، إلا أن كشف استخدام الأخيرة لنوعية تلك القنابل كان على يد المخابرات، حيث أصدرت بيان قالت فيه أن نصف القنابل «جو- أرض»، التي استخدمتها إسرائيل فى حربها ضد حماس، كانت قنابل غير موجهة.
وتحدث بعدها خبراء عن أن إذا كانت إسرائيل تستخدم قنابل غير موجهة بالمعدل الذي تعتقد الولايات المتحدة أنها تستخدمه، فإن ذلك يقوض الادعاء الإسرائيلي بأنها تحاول تقليل الخسائر فى صفوف المدنيين.
وأشار التقييم، الذى جمعه مكتب مدير المخابرات الوطنية، إلى أن حوالى 40 - 45% من القنابل جو- أرض التي استخدمتها إسرائيل، والبالغ عددها 29 ألف قنبلة كانت غير موجهة، وأن البقية كانت ذخائر موجهة بدقة.
فما هي تلك القنابل؟ وما الفرق بينها وبين القنابل التي تستخدم في الحروب بشكل عادي؟
ما هى القنابل الغبية؟
يتضح معنى القنابل الغبية من الاسم الثاني الشهيرة به وهو القنابل غير الموجهة، والتي يتم اطلاقها بشكل عشوائي فهي غير دقيقة وليس لها هدف واضح أو محدد تضربه ولكنها تطلق في العموم.
الإدانات على تلك النوعية من القنابل جاءت لكونها خطر وتخلف أكبر عدد من الضحايا المدنيين بسبب ضربها بشكل عشوائي في التجمعات الخاصة بهم، وفق المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي.
ومن الصفات التي تجعل تلك القنابل خطر ضخم، مداها الواسع حيث يمكن أن تقطع مسافات طويلة تصل مئات الأمطار عن الهدف، ويمكنها أيضًا أن تخلف ذلك الهدف حيث أن نسب الخطأ بها كبيرة.
تشمل القنابل التقليدية أو النووية التي لا توجد بها أنظمة توجيه، وبالتالي تتبع مسارًا باليستيا، كما أن ذلك يجعل من الصعب توجيهها كما أنها أكثر عرضة لضرب أهداف غير مقصودة، مما يعرض المدنيين للخطر.
حجم المتفجرات التي القتها إسرائيل على القطاع
بعد مرور الشهر الأول كانت إسرائيل قد ألقت 25 ألف طن متفجرات على قطاع غزة، وفق تقدير المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، والذي قال أنه يعادل قوة القنبلتين النوويتين اللتين ألقتهما الولايات المتحدة على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابان خلال الحرب العالمية الثانية.
بيانات المخزون الأمريكي من المتفجرات لا يستبعد ذلك الاحتمال، إذ اشترت إسرائيل بنحو 1.9 مليار دولار أمريكي صواريخ غير موجهة بما يعادل 14 ألف و500 مجموعة من الذخائر وخلال الحرب أرسلت أمريكا نحو 15 ألف قنبلة أخرى غير موجهة من أجل إعانة إسرائيل في حربها.
تاريخ استخدام القنابل الغبية
لم يكن العدوان الإسرائيلي الحالي هو الأول في استخدام القنابل الغبية، ولكن كان الظهور الأول لها خلال الحرب العالمية الثانية من 1939 إلى 1945 وتكرر استخدامها مرة أخرى خلال الحرب الأمريكية على فيتنام من العام 1955 حتى 1973، ولكن خلال العام 2015 قررت القوات الجوية الأمريكية إخراجها من الخدمة، لكن إسرائيل واصلت استخدامها على قطاع غزة.
ويعود إصرار إسرائيل على استخدام هذا النوع من القنابل العشوائية في أكثر بقاع الأض كثافة، إلى الرغبة في إحداث أكبر عدد من الضحايا في صفوف المدنيين، حيث استطاعت تلك القنابل أن تسوي مدن كاملة بالأرض.