معاناة مستمرة.. الحرب تهدد السودان وتنذر بكارثة إنسانية
يعيش السودان حالة معاناة مستمرة إثر الحرب التي اندلعت فيه في أبريل الماضي، جراء تمرد قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو، على الدولة وقياد الجيش السوداني، حتى بات السودان الآن مهددًا بكارثة إنسانية وفقًا للجهات والمنظمات الأممية.
انهيار النظام الصحي ينذر بكارثة في السودان
وسبق وكشفت وزارة الصحة السودانية عن خسارة النظام الصحي بالبلاد أحد مقوماته الأساسية، المتمثلة في المخزون الرئيسي للإمداد الطبي من أدوية وأجهزة ومعدات، تقدر بحوالي 500 مليون دولار، بسبب المواجهات وقوات الدعم السريع منذ أبريل الماضي.
وقال وزير الصحة، هيثم محمد إبراهيم، في بيان لدى مشاركته في اجتماع اللجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية بالقاهرة، الشهر الجاري، إن النظام الصحي في السودان تم تدميره، فقد خرج أكثر من 100 مستشفى عن الخدمة في الخرطوم وولايات دارفور، غرب البلاد، وخروج المعمل المرجعي الرئيس بالبلاد "المعمل القومي للصحة العامة" عن الخدمة.
وبجانب التدمير للمرافق الصحية يشهد السودان انتشارًا واسعًا للأمراض بحسب وزير الصحة، وارتفاع معدلات الأمراض السارية مثل الملاريا وانتشار الأوبئة بصورة متكررة.
كما حذر مسئول منظمة الصحة العالمية بالسودان، الدكتور نعمة سعيد عابد، من أن النظام الصحي في السودان وصل إلى نقطة الانهيار، مع انخفاض القدرات في مواجهة الاحتياجات المتزايدة بسبب تفشي الأمراض وسوء التغذية وارتفاع حالات الأمراض غير المعدية، ما يعرض ملايين السودانيين لخطر الإصابة بأمراض خطيرة أو الوفاة لأسباب يمكن الوقاية منها وعلاجها.
العنف فى السودان يتحول إلى "الشر المطلق"
كما حذرت الأمم المتحدة من أن العنف ضد المدنيين في السودان "يوشك أن يصبح شرًا مطلقًا"، مع تفاقم الأزمة الإنسانية وتصاعد العنف العرقي في إقليم دارفور في الغرب.
وقالت كليمنتين نكويتا سلامي، أبرز مسئولة مساعدات من الأمم المتحدة في السودان، في تصريحات سابقة، إنهم يتلقون تقارير مروعة دون انقطاع عن العنف الجنسي وعلى أساس النوع وحالات اختفاء قسري واحتجاز تعسفي وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والأطفال.
وحذرت المسئولة الأممية من أن ما يحدث يوشك أن يصبح شرًا مطلقًا، مشيرة إلى أن حماية المدنيين ما زالت مبعث قلق رئيسيًا للأمم المتحدة.
توقف خدمات الإغاثة
ورغم كل هذه الأزمات أعلنت جمعيات الهلال والصليب الأحمر، عن احتمالية وقف خدماتها في السودان مع استمرار أعمال العنف.
وازدادت حدة أزمة المساعدات الإنسانية في السودان مع فرار أكثر من 300 ألف شخص من ولاية الجزيرة السودانية وخاصة من مدينة ود مدني عاصمة الولاية، التي كان ينظر إليها على أنها ملاذ آمن خلال الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر، وبات الآن من الصعب الوصول إليهم وتقديم المساعدات بجانب توقف جهود منظمات الإغاثة في منطقة ود مدني، والتي كانت ملجأ لملايين النازحيين السودانيين.