أدب الخيل تراث مصرى: جعل الحصان يتراقص على أنغام المزمار
يعتبر تراث أدب الخيل من الفنون الفلكلورية الشعبية المصرية، والتي تعتمد على ترويض الحصان وتدريبه على أداء حركات راقصة، تعتمد في المقام الأول على تحكم الفارس في جواده وتلبية وتنفيذ رغبات الحصان لقائده، حيث يعتمد هذا الفن على الخبرة العالية من الفارس، والتدريب لوقت طويل للحصان حتى تحدث بينهما حالة من التفاهم خلال أداء تلك الحركات في العروض.
وتنظم لهذا الفن مسابقات وبطولات، يتم التحكيم فيها وفق معايير وقواعد صارمة، ففي البداية يقف الحصان على نقطة البداية حتى يسمح له بالدخول، فيدخل الحصان ماشيًا على المسار المرسوم على الأرض، ومن يصل إلى الدائرة التي يؤدي عليها عرضه لكن قبل أن يبدأ في تقديم العرض، يقوم برفع قدميه الأماميتين لتحية الحكام وهي ما تعرف "بالسلام"، ثم يبدأ بالرقص على أنغام المزمار، ثم يطلب منه التقليب على الدوائر بأن يقوم بالانطلاق بسرعة كبيرة على دائرتين متصلتين من الأطراف دون الخروج من المسار المحدد ثم يتاح للفارس حركة اختيارية، يكون متقنها من حركات محددة ومعروفة، وبعد ذلك يعرض الحصان على لجنة الفحص للتأكد من أن الحصان لم يتعرض لأي جرح أثناء العرض، وفي حال تواجد دماء على جسده يتم استبعاد الحصان ويكون بذلك خاسرًا للمنافسة.
فارس: تدريب الحصان يستغرق وقتًا وتتم مكافأته إن تعلم
قال الفارس أحمد هشام إن عمر ركوب الحصان ما بين العامين إلى ثلاثة أعوام وبعد العامين يتم تدريب الحصان أولًا على تقبل اللجام وتمشيته، ثم يوضع السرج عليه، وأيضًا تتم تمشيته للتعود عليه، ثم يتم وضع طفل فوق ظهر الحصان لكي يعتاد على وجود شخص على ظهره، ثم يتم تدريبه بشكل تدريجي على الحركات المطلوبة منه، ومكافأته في حال التنفيذ بصورة صحيحة بتقديم الطعام والحلوى له، وهو ما يجعله يتعلم بأن ما قام به هو الأصح وهو ما ينبغي أن يكون.
عاشق للخيل: بسافر وراهم كل البطولات في مختلف المحافظات
لا يمتلك مربطًا أو إسطبلًا للخيل أو له صلة من قريب أو بعيد بتربيتها واقتنائها، ولكنه رغم سنه الصغيرة، عشق الشاب أدهم المصري وهو في العقد الثاني من عمره الخيول العربية لجمالها وخفتها ورشاقتها، والتي أبدع الخالق في صنعها، حيث إنه يحرص على حضور المهرجانات والبطولات الخاصة بالخيول في كافة المحافظات، ففي محافظة البحيرة ومحافظة الشرقية ومحافظة المنوفية وفي الجيزة تقام المهرجانات الخاصة بالأدب والجمال، تجد أدهم هناك يلتقط بعضًا من مقاطع الفيديو والصور ويشاهد العروض ويتفاعل معها.
يقول أدهم وهو في العقد الثاني من عمره إنه كان ينبهر من مشاهدة عروض أدب الخيل والجمال، أثناء تصفحه الإنترنت، وحتى على شاشة التليفزيون، وهو ما جعله يحرص بشكل كبير على حضور تلك الفعاليات ويتابعها، وكانت صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي تمتلئ بتلك الفيديوهات التي كان يلتقطها، حتى إن هناك شريحة من المتابعين من مشاركيه في حب تلك الهواية، تابعوا صفحاته فقرر أن يخصص حسابًا لعرض مسابقات وبطولات الخيول، تحت مسمى "خيل مصر" وبدأت تحظى تلك الفيديوهات بآلاف المشاهدات والإعجابات من الجمهور، سواء من لهم صلة بالخيل أم من هم محبون ومتابعون لها.