الكنيسة المارونية تحتفل باليوم التاسع والأخير من تساعيّة الميلاد
تحتفل الكنيسة المارونية بحلول اليوم التاسع والاخير من تساعيّة الميلاد، والتي تصلي بها الكنيسة صلاتها الشهيرة استعدادًا لعيد الميلاد المجيد.
نص الصلاة
أيُّها الغنيُّ بطبيعتهِ، الَّذي أحببتَ فقرَ بشريتنا لما صرتَ إنسانًا مثلنا، لأنَّكَ معَ كونكَ سليلَ الملوكِ ووريثَ داود الجليلَ، اكتفيتَ من ثروتهِ الملوكيَّةِ بمغارةٍ ومذودٍ حقير، نسألكَ بحقِّ ميلادكَ الطاهر وبشفاعةِ والدتكَ والقديس يوسف صفيِّكَ أنْ تمنحنا محبَّةَ الفقرِ الإختياري، وتجعلنا نكتفي بما هوَ ضروري لقيامِ حياتنا فقط، مبتعدينَ عن البذخِ وحبِّ سعةِ العيشِ جميعَ أيَّامِ حياتنا، آمين.
العظة الاحتفالية
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إنّ مناداة الله بالآب معروفة في كثير من الديانات، فالله يعتبر في غالب الأحيان "كأب الآلهة والبشر"، في إسرائيل، يدعون الله أبّ لأنه خالق العالم، وأكثر من ذلك هو أبّ بسبب العهد وهبته السلطة لإسرائيل "ابنه البكر"، هو أيضًا يدعى أبّ ملك إسرائيل، وهو بالأخصّ "أب الفقراء"، أب اليتيم والأرملة الذين هم تحت حمايته المُحبّة.
كشف لنا الرّب يسوع أن الله هو أبّ بمعنى غريب: هو ليس بأب فقط لأنه الخالق، هو أب أزلي بعلاقته بابنه الوحيد، وهذا الأخير هو أيضًا لا يكون "ابن" إلا بعلاقته مع أبيه: ".. وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الابْنَ إِلاَّ الآبُ، وَلاَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ الابْنُ وَمَنْ أَرَادَ الابْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ."، لذلك اعترف الرسل بالرّب يسوع بأنه".. كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ."، وهو "صورة الآب المحجوب"، و"الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ).
بالتالي، وبحسب التقاليد الرسولية، اعترفت الكنيسة في العام 325 خلال المجمع المسكوني الأول في نيقيا أن الابن هو "مساوٍ للآب في الجوهر"، أي أنّ الآب والابن هما إله واحد. والمجمع المسكوني الثاني، في القسطنطينية عام 381، حافظ على هذه العبارة في نصه لقانون الإيمان في نيقيا واعترف "ابن الله الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساوٍ للآب في الجوهر".
فالثالوث هو سرّ إيمان بكل ما للكلمة من معنى، وأحد الأسرار المخبئة في الله، ولا يمكن معرفتها إلا إذا كُشف عنها من عَلو. إن الله قد ترك بالتأكيد أثر لوجود ثالوثه في عملية الخلق ومن خلال ظهوره في العهد القديم. ولكن المودّة في كونه ثالوث أقدس ينشئ سرّ يتعذّر بلوغه بالعقل أو حتى بإيمان شعب اسرائيل قبل تجسّد ابن الله وعمل الرُّوح القدس.