الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى القدّيسة الشهيدة يولياني
تحتفل الكنيسة البيزنطية اليوم الخميس، بذكرى القدّيسة الشهيدة يولياني التي استشهدت في نقوميذيا سنة 299.
العظة الاحتفالية
وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت فيها:
"فحَدَّقَ إِليهِ يسوع فأَحبَّه". هذه النّظرة تعني دعوة إلى أمر كبير وبطوليّ ليس مطلوبًا من الجميع، غير إنّها دعوة من الرّبّ يسوع. حَزِن الشاب الغنيّ " لأَنَّه كانَ ذا مالٍ كثير". هذا لا يعني أنّه محكوم، بل أنه أضاع دعوة إلى البطولة وإلى حبّ أعظم. فهنا على الأرض، يمكن أن تكون لنا دعوات إلى الحبّ الأعظم وأن نفوّتها. هذا أمرٌ يحصل لنا كلّ يوم، حين تصلنا دعوة من الله نكون غير منتبهين لها، منشغلين عنها أو شديدي القلق. قد تكون الدعوة في أمور صغيرة، لكن إن كنّا واعين للأمر، تكون الـ "نَعَم" قريبة جدًّا من شفاهنا فتخرج من القلب. وإذا لفظنا الـ "نَعَم" لهذه الأمور الصغيرة، فهذا يمكن أن يقود النفس بعيدًا جدًّا وعاليًا.
لذلك يؤكّد القدّيسون هذا القول: لو لم يساعدني الربّ بفائق رحمته، لكنتُ خسرتُ حياتي (كما أكّدت القدّيسة تريزيا الأفيليّة)؛ لم تكن هناك أيّ خطيئة مميتة في حياة القدّيسة تريزيا، ربّما بعض خطايا الغرور الطفيفة عندما كانت فتاة صغيرة، حين كانت تتمتّع بشعبيّة وسط أقاربها وعائلتها؛ وهل هذه خطايا في حالتها؟ أمّا هي فتعتبرها أشياء خطيرة؛ وفي هذا الاتّجاه، يعني لو أنّها تابعَتْ تعلّقها بالأمور الماديّة، لكانت فقدَتْ ما أراد الله أن يعدّها له. وهذا يأخذنا بعيدًا، فهنا نرى تمييز الدعوة الإلهيّة، وكيف سيتمّ طلب الـ "نعم" مرارًا.
في بعض الأحيان، يخشون أن يقولوا "نعم"، إذ يعتبرون أنّ قول "النعم" سيلزمهم بـ "نعم" أخرى – هذا صحيح – لكنّ الله سيكون حاضرًا لـ "النعم" الثانية والثالثة التي ستقولونها، سيكون حاضرًا دائمًا ، أقوى وأكثر عمقًا.